بيت لحم-أخبار المال والأعمال- نظم شركاء مشروع "ابدأ عملك"، اليوم الخميس، بالتعاون مع مؤسسة التطوع الدولي VIS، واللجنة الدولية لتنمية الشعوب CISP، وجامعة بيت لحم، ملتقى ريادة الأعمال النسائية ضمن فعاليات يونس للأعمال الاجتماعية.
ويهدف المشروع إلى خلق مناخ مناسب يحتضن المشاريع الريادية التجارية والاجتماعية، إضافة إلى تدريب المختصين في المجال والشباب والنساء ونشر الوعي في المجتمع المحلي حول أهمية المشاريع الريادية ودورها في دعم الاقتصاد الوطني.
وقال النائب التنفيذي لرئيس جامعة بيت لحم الأب اياد طوال، إن الجامعة ترحّب وتفخر باحتضانها مؤسسة يونس للأعمال المجتمعية.
وأضاف أن الجامعة تدعم مثل تلك المشاريع وتتبناها، انطلاقاً من دورها المجتمعي، خاصة فيما يتعلق في دعم وتعزيز دور المرأة الفلسطينية في المجتمع.
ولفت الأب طوال إلى أن هذا الملتقي يعد من المشاريع المميزة التي طالما افتقدها المجتمع الفلسطيني، وجاء هذا الملتقي كرافدٍ ومحفز للمشاريع النسائية، لما يقدمه من دعم على كافة الأصعدة.
بدوره، قال القنصل الايطالي العام في القدس جوزيبي فيديلي، إن مشروع دعم ريادة الأعمال النسائية يعتبر من المشاريع المهم دعمها والوقوف إلى جانبها، وذلك من أجل تمكينها وتعزيز دورها بالمجتمع.
وأشار إلى أن جائحة كورونا ألقت بظلالها على كافة أشكال الحياة، فيما أن المشاريع النسائية تأثرت بشكل كبير كذلك، وكان لا بد من دعمها، حيث أن هذا المشروع جاء منقذاً ومساعدة لهذه المشاريع.
وشدد فيديلي على أن جامعة بيت لحم تقدم كل ما بوسعها لدعم مثل تلك المشاريع، ودائما ما تبحث جاهدة لدعم مشاريع ذات طابع اجتماعي.
ودعا القنصل الايطالي إلى تعزيز ودعم المشاريع النسائية لما تمثله من أهمية في دمجها ضمن الاقتصاد الفلسطيني، وجعل النساء كمنتجات مجتمعيا.
من جانبها، قالت الرئيس التنفيذي للجنة الدولية لتنمية الشعوب CISP كيارا رامبالدي غيداسكي، إن اللجنة تمثل الجسم المحتضن للمشروع، فيما أن هناك شبكة من الشركاء الذين لولا تعاونهم لما تحقق النجاح للمشروع.
وأشارت إلى أن اللجنة تتبنى المشروع الذي يقع عليه الاختيار وتعمل على تطويره، من خلال توفير الدعم له، وذلك في مسعى لتطوير الأعمال المجتمعية في كافة المناطق، خاصة المناطق المهمشة.
وتابعت أن هناك الكثير من المشاريع يشرفن على المشاريع بحاجة إلى التوجيه، حيث تعمل اللجنة الدولية على تبادل الأفكار والمعلومات معهن، وصولا إلى توفير بيئة اجتماعية واقتصادية آمنة للمشاريع التجارية والمجتمعية.
من ناحيته، قال ممثل مؤسسة التطوع الدولي VIS لويجي بيسجليا، إن المؤسسة تعمل كشريكة لإنجاح هذا المشروع من أجل إحداث فارق في المجتمع الفلسطيني خاصة النساء، من أجل تعزيز دورها الاقتصادي.
ولفت إلى أنه رغم جائحة كورونا وتراجع في التنمية الاقتصادية المستدامة، نأمل أن يكون العام المقبل أكثر فعالية في دعم المشاريع الريادية النسائية.
وفي مداخلته، قال مدير عام الوكالة الايطالية للتعاون الإنمائي جيوردانو غولييلمو، إن الدعم الايطالي للمشاريع الريادية سيستمر لما يمثله من أهمية في تطوير القطاع الخاص الفلسطيني، فيما أن الوكالة ملتزمة بتطوير الاقتصاد الفلسطيني ودعم المجموعات المجتمعية.
وأشار إلى أن النساء في فلسطين لديهم فرص وآفاق كثيرة، فيما أن هذا المشروع يوفر كل سبل الدعم لهن، ويحفزهن على الاستمرار في مشاريعهن.
وتابع ممثل الوكالة الايطالية: إن الوكالة عملت على تطوير 10 مشاريع، كما أن هناك مساعٍ دائمة لتطوير الرياديات الفلسطينيات خاصة في المناطق المهمشة جغرافياً من خلال توفير الدعم المالي للمبادرات التي تنطلق من هناك.
وأكد أن الوكالة الايطالية لن تدخر جهدا في توفير الدعم لهذه المشاريع، إضافة إلى أنها عملت عقد اتفاقيات مع البنوك لتسهيل دعم بعض المشاريع الصغيرة من خلال منحها قروض ميسرة.
وأوضح أن الوكالة الايطالية، تحاول دائماً توفير المساعدة لأصحاب المشاريع للبدء بأعمالهم من خلال توفير السيولة اللازمة من أجل النهوض بمشاريعهم.
من جهته، قدم فراس بالي من مؤسسة CISP شرحاً مفصلاً عن واقع المشاريع الريادية التي جاءت في محافظات القدس وبيت لحم والخليل، وعرض مخرجات الدراسة المسحية وتشخص المشاريع التي تقودها النساء.
ولفت إلى أن الدراسة المسحية شملت مقابلة 284 مشروع، حيث أن 237 منها لأفراد، والباقي لمجموعات نسائية، مبينا أن الفكرة من هذه المشاريع أن من يملكها نساء، وأن تكون حصتها لا تقل 51% من قيمة المشروع.
وتابع بالي: أن 92% من المشاريع كانت غير مسجلة، و79% منها مشاريع صغيرة، فيما أن 94% هي مشاريع منزلية.
وأكد أن هذه المشاريع تعمل على تعزيز الاستقلالية عند المرأة، وترفع من ثقتها بنفسها، رغم أن هناك تحديات كبيرة أمامها تتمثل في عدم اليقين بقدرتها على النجاح في مختلف المشاريع والأعمال.
أما على الصعيدين الاقتصادي والقانوني حسب فراس بالي، فإن مشروعها يوفّر لها مصدر دخل أساسي لها ولأسرتها
وأردف: جائحة كورونا تسببت في إغلاق عدد كبير من المشاريع، وأدت الجائحة إلى حدوث خسائر كبيرة في هذه المشاريع، وبالتالي كان لا بد من دعمها ومساندتها، خاصة تلك الواقعة في المناطق المصنفة (ج)، والبلدة القديمة بالقدس، كما أن 53% من هذه المشاريع عانى أصحابها من قلة رأس المال، إلا أن بعض الجوانب الايجابية المتمثلة في ابتكار طرق جديدة في التخزين واستعمال المواد التي تكون مدة صلاحيتها أكبر.
من ناحيته، أفاد المحاضر في جامعة بيت لحم الياس مكركر، بأن الهدف من مركز يونس للأعمال الاجتماعية وحاضنة بيت لحم للأعمال ليس لتحقيق المنفعة المادية فقط، إنما تحقيق منفعة اجتماعية، وحل مشكلة اجتماعية قائمة.
ولفت إلى أن 80% من الأعمال التي تحتضنها المؤسسة هي أعمال نسائية، فقدن مصدر رزقهن الأساسي نتيجة عدة أسباب.
وقال إن مركز يونس يقدم لأصحاب المهارات المطلوبة من أجل نجاح مشاريعهن، حيث أن بدون وجود مهارات وخطة عمل مدروسة لا يمكن تحقيق النجاحات المأمولة للمشاريع الريادية.
وأضاف مكركر: نقدم لأصحاب المشاريع الجدوى الاقتصادية من مشاريعهم المقدمة، وكيفية تسويقها، إضافة إلى عمل المطبوعات والمنشورات اللازمة لهذه المشاريع.
بدورها، قالت أماني مصطفى من مؤسسة أكشن ايد فلسطين، إن المؤسسة تعمل على تعزيز صمود المجتمع في أوقات الحرب والكوارث الطبيعية والأوبئة.
وأشارت إلى أن المؤسسة تسعى من خلال شركائها في الضفة الغربية وقطاع غزة إلى إعطاء المتطوعين المساحة الكافية للانخراط في أعمال تطوعية وقيادة المبادرات والمشاركة في أعمال التأهب والاستجابة، وتمكين وتعزيز دور المرأة في المجتمع.
وقالت إن أعمال المتطوعات ساهمت في تعزيز الصمود المجتمعي وتطوير المجتمع، وخدمة الفئات الأكثر تهميشًا في ظروف مختلفة.
وأكدت أن المؤسسة تعزّز وتشجّع مشاركة النساء في الحياة العامة، من خلال انخراطها في التخطيط وقيادة البرامج والتمكين الاقتصادي، وتأسيس مشاريع ربحية أو مشاريع ريادة اجتماعية.
من جانبها، قالت مديرة دائرة النوع الاجتماعي في وزارة الاقتصاد الوطني عبير عمران، إن الوزارة توفّر كل السبل لدعم وتمكين المرأة، خاصة في الاقتصاد الفلسطيني الذي يوصف بالصغير، حيث أن المشاريع النسائية فيه لا تتجاوز 16%.
وشددت على أن الوزارة تعمل على زيادة مشاركة المرأة في سوق العمل وتشغيلها، ودعم امتلاكها لمشروعها الخاص، وتحويل المشاريع غير المنظمة والرسمية إلى مشاريع رسمية ومنظمة، من أجل تسهيل توفير الدعم لها خاصة من المانحين.
ولفتت عمران إلى أن الوزارة حريصة على المشاريع التي تتعلق بالنوع الاجتماعي من أجل دمجها في الاقتصاد الفلسطيني، فيما أنها توفّر التسهيلات من أجل تسجيل هذه المشاريع تجارية، خاصة المشاريع النسائية.
وفي نهاية الجلسة الافتتاحية، افتتح القنصل الايطالي، ومدير الوكالة الايطالية للتعاون الانمائي، مساحة العمل الجديدة لمركز يونس للأعمال الاجتماعية وحاضنة بيت لحم للأعمال.
وتبع ذلك عرض قصص نجاح عدد من الرياديات الفلسطينية، حيث عرضت ميرنا سخلة قصة نجاحها في مشروع "جمهور" الثقافي، فيما عرضت جيسكا وأميرة مسلم عن مشروع "المستثمر" الذي يعنى بالقطاع العقاري، كما عرضت إيمان عبد الرحمن مشروعها "شغفي"، وديانا سويطي عن مشروع "مسرح الثلاجة" الذي قدم عروضا بالدمى للأطفال، فيما قدمت أسماء بصل عرضا حول مشروعها تسويق منتجات غذائية وأطلقت عليه اسم "طنجرتك ع النار"، وأخيرا تحدثت نور طوطح عن مشروع "عالتكة"، الذي تصنع من خلاله الإكسسوارات اليدوية الخشبية.