الإناث وصغار السن والمتعلِّمون يتقدمون صفوف البطالة

تاريخ النشر
صورة توضيحية- حفل تخريج جامعة بيرزيت-أرشيف وكالات

رام الله-(الحياة الجديدة)- أيهم أبوغوش- سجلت مستويات البطالة في فلسطين مع نهاية العام 2020 نحو 26%، ولكن السؤال الذي يطرح نفسه أين تتركز هذه البطالة تحديدًا؟
تظهر البيانات الصادرة عن الجهاز المركزي للإحصاء أن نسبة البطالة في الضفة الغربية وصلت مع نهاية العام 2020 إلى 15.7% بينما وصلت في قطاع غزة إلى نحو 46.6%.
وحسب الجنس فإن نسبة البطالة في صفوف الإناث وصلت إلى نحو 40% أي أن أربع إناث من بين عشر يعانين من البطالة، بينما تصل البطالة في صفوف الذكور إلى 22%، أي تقريبًا يوجد اثنان من بين 10 فقط من الذكور يعانيان من البطالة.

النساء الأعلى في صفوف البطالة 

حينما يتم تفصيل هذه النسب حسب الجنس سيتضح أن نسبة البطالة في صفوف النساء في الضفة الغربية تصل إلى 27% بينما الذكور 13% فقط، وفي قطاع غزة نسبة البطالة بين النساء تصل إلى 63.6%، بينما في صفوف الذكور إلى 42.1%. أي بمعنى آخر فإن نحو 3 نساء من بين 10 يرغبن بالعمل في الضفة لا يجدن عملا، بينما في غزة فإن نحو 6 نساء من بين 10 باحثات عن العمل لا يجدن عملا، بينما يعاني تقريبا 4 من كل عشرة ذكور في غزة من البطالة وفي الضفة فإن شابا فقط من كل عشرة يعاني من البطالة.
وحسب توزيع القوى العاملة حسب المناطق الجغرافية، توضح الإحصائيات أن 63 % من القوى العاملة يعملون في مناطق الضفة الغربية و23.6% في قطاع غزة و13% تقريبا والمستوطنات، وهم جلهم حتى نهاية العام 2020 من سكان الضفة الغربية، أي أن العاملين من سكان الضفة يشكلون عمليا نحو 76% من مجموع القوى العاملة بينما يصل عدد العاملين في قطاع غزة إلى ما دون الـ24%. 

هذه هي المحافظات الأعلى بالبطالة

وحسب توزيع البطالة بين المحافظات، يتضح من خلال الإحصائيات أن دير البلح هي الأعلى في صفوف البطالة بنسبة 52.7%، ثم محافظة رفح بنسبة 51.6%، ثم محافظة غزة بنسبة 46.3%، وفي الضفة كانت محافظة بيت لحم الأعلى بالبطالة وذلك بنسبة 25.2%، ثم محافظتا جنين وسلفيت بنسبة 20%، أما المحافظات الأقل بطالة فكانت القدس المحتلة بنسبة 6.5% فقط، ثم رام الله والبيرة بنحو 10% (9% في صفوف الذكور و13% في صفوف الإناث).

القطاعات الأكثر تشغيلا

وحول القطاعات الأكثر تشغيلا، تظهر البيانات الصادرة عن الإحصاء أن 36.3% من العاملين يعملون في أنشطة الخدمات والفروع الأخرى، إذ وظف هذا القطاع نحو 73.7% من النساء العاملات في فلسطين. 
بينما يعمل 21.2% في أنشطة التجارة والفنادق والمطاعم، والذي بدوره استوعب نحو 9% من النساء العاملات. ويشغل قطاع البناء والتشييد نحو 16.8% من مجموع القوى العاملة، بينما يشغل قطاع التعدين والمحاجر الصناعية التحويلية نحو 13% من مجموع القوى العاملة.وقطاع الزراعة والصيد والحراجة وصيد الأسماك نحو 6.4% من مجموع القوى العاملة، وقطاع النقل والتخزين والاتصالات نحو 6.2% من مجموع القوى العاملة.

القطاع الخاص الأكثر تشغيلا

وبينت الإحصائيات أن نحو 66% من العاملين هم من القطاع الخاص و21% في القطاع الحكومي ونحو 13% يعملون في إسرائيل والمستوطنات. وتشير الإحصائيات إلى أن 15% فقط من العاملين في الضفة الغربية يعملون في القطاع الحكومي بينما ترتفع النسبة في قطاع غزة إلى 39%.
ووصل عدد القوى العاملة مع نهاية العام 2020 حسب الإحصاء إلى قرابة 1.3 مليون شخص منهم 956 ألفا يعملون و335 ألفا في صفوف البطالة.
وبناء على تعريف القوى العاملة فإن قرابة 1.86 مليون شخص في الضفة وغزة لا تنطبق عليهم شروط القوى العاملة أي نحو 60% من الأفراد هم خارج القوى العاملة أساسا لأسباب مختلفة، منهم 15% لكونهم من كبار السن، و44% لأسباب التفرغ لأعمال المنزل، و28% بسبب الدراسة أو التدريب، و13% لأسباب أخرى.
يذكر أن تعريف البطالة الذي يأخذ به الجهاز المركزي للإحصاء منذ العام 2015 ينطبق مع المعايير الدولية المتعلقة بإحصائيات القوى العاملة ويشمل الأشخاص الذين تبلغ أعمارهم 15 سنة فأكثر ولم يعملوا خلال فترة الإسناد (أي فترة إجراء المسح) حيث يتم استثناء الأشخاص الذين لم يبحثوا عن عمل خلال فترة الأسابيع الأربعة التي تسبق أسبوع الزيارة كونهم سيبدأون العمل في المستقبل القريب وهم (من ينتظرون أخبارا من أصحاب العمل، أو سبق وأجروا ترتيبات للعمالة لحسابهم الخاص، أو ينتظرون تصريح عمل للعمل في إسرائيل والمستعمرات، أو سبق ووجدوا عملا للبدء به لاحقا) بينما كان يتم إدراج هؤلاء سابقا ضمن تصنيف العاطلين عن العمل.

الأقل سنا أكثر اكتواء بالبطالة

وحسب الفئات العمرية، يتضح أن الأقل سنًا هم الأكثر معاناة من البطالة، إذ إن نسبة البطالة في صفوف الفئة العمرية من 15-24 عاما وصلت إلى نحو 42% بمعدل 70% من الإناث و3% من الذكور. تليها الفئة العمرية من 25-34 عاما إذ تصل نسبة البطالة فيها إلى نحو 32% بمعدل 51% في صفوف الإناث و27% في صفوف الذكور. أما الأقل معاناة من البطالة فهم الذين يبلغون أكثر من 65 عاما إذ تصل نسبة البطالة في صفوفهم نحو 4.5% فقط، ثم الفئة العمرة 55-64عاما وتصل نسبة البطالة فيها إلى نحو 11.2%، أما الفئة العمرية من 35-44 عاما فوصلت نسبة البطالة فيها إلى نحو 15.5%. وتبين هذه الأرقام حقيقة مرة وهي أنه مع مرور الوقت والنمو السكاني المتزايد فإن القدرة على التشغيل تتناقص لدى القطاعين الخاص والحكومي، إذ إن نسبة النمو الاقتصادي لا تتزايد بوتيرة تتناسب مع النمو السكاني وهو الأمر الذي ينبئ بازدياد نسبة البطالة عاما تلو الآخر، بالإضافة إلى صعوبة الوضع في قطاع غزة.
فمن خلال الإحصائيات يتبين أن نسبة البطالة في الفئة العمرية من 15-24 عاما في قطاع غزة تصل إلى نحو 72% بمعدل 92% في صفوف الإناث و66% في صفوف الذكور.
بينما تصل نسبة البطالة في الفئة العمرية نفسها في الضفة الغربية إلى 28% أي أعلى بكثير من نسبة البطالة العامة في الضفة (15.7%) بمعدل 55% في صفوف الإناث و24% في صفوف الذكور. بينما الفئات العمرية في الضفة هي أقل معاناة من البطالة إذ تصل النسبة في الفئة العمرية 25-34 عاما إلى 18% بمعدل 13% في صفوف الذكور و35 % في صفوف الإناث، بينما تتدنى نسبة البطالة في الفئات العمرية الأخرى للذكور في الضفة إذ تصل النسب للفئة العمرية من 35-44 عاما إلى 8.3% فقط، وللفئة العمرية من 45-54 عاما إلى 8.5%، وللفئة العمرية 55-66 عاما إلى 8% فقط.

المتعلمون الأكثر بطالة!

وعند توزيع الأفراد حسب سنوات الدراسة، يتضح من الإحصائيات أن نسبا متقاربة للبطالة بين مختلف السنوات الدراسية، لكن اللافت أن الأكثر تعليمًا استحوذوا على النسب الأعلى، فقد جاءت نسبة البطالة في صفوف الذين لم يدرسوا بالمطلق 20%، ولمن درسوا 1-6 سنوات 23%، ولمن درسوا 7-9 سنوات 24.5%، ولمن درسوا 10-12 سنة فقد بلغت النسبة 22.8%، أما الذين درسوا 13 سنة فأكثر (معظمهم خريجو الجامعات والكليات) فقد بلغت النسبة نحو 30%. واللافت للانتباه أن الذكور الذين درسوا 13 سنة فأكثر كانت نسبة البطالة في صفوفهم نحو 19.6% وهي أقل من نسبة الذكور "الأميين" والتي بلغت صفوف البطالة بينهم نحو 31%، بينما في صفوف الإناث فالعكس صحيح، فنسبة البطالة في صفوف الإناث اللواتي لم يدرسن بالمطلق لم تتعد نسبة البطالة في صفوفهن 2%، أما اللواتي درسن 13 سنة فأكثر فقد بلغت نسبة البطالة في صفوفهن نحو 46%، وهي أعلى نسبة أنثوية بين الفئات الأخرى، فاللواتي درسن 10-12 سنة بلغت نسبة البطالة في صفوفهن 21%، واللواتي درسن 7-9 سنوات فبلغت نسبة البطلة في صفوفهن 10% فقط، واللواتي درسن 1-6 سنوات فنسبة البطالة في صفوفهن بلغت 5.2%. 

وفي حال توزيع الأفراد على عينة الضفة الغربية وحدها، يتبين أن نسبة الذين درسوا 13 سنة فأكثر ايضا كانت أعلى فئة تعاني من البطالة بنسبة 17.8% وأقلها الذين لم يدرسوا بالمطلق بنسبة 13.8%، وترتفع النسبة بين إناث الضفة الغربية فاللواتي درسن 13 سنة فأكثر تصل نسبة البطالة في صفوفهن 32%، بينما تبلغ نسبة البطالة في صفوف اللواتي لم يدرسن بالمطلق صفرا، وفي صفوف اللواتي درسن 1-6 سنوات 2%، وفي صفوف اللواتي درسن 7-9 سنوات 5.2%، وفي صفوف اللواتي درسن 10-12 سنة فقد بلغت 12.7%.

أما في صفوف الذكور فالأمر مختلف، إذ ان أقل نسبة بطالة هي 8.8% وهي الفئة التي درست 13 سنة فأكثر، بينما ترتفع في صفوف الذين لم يدرسوا بالمطلق لتصل إلى نحو 24%.
أما في قطاع غزة، فالنسب تتقارب إلى حد بعيد، فالذين لم يدرسوا تصل البطالة في صفوفهم نحو 50%، والذين درسوا 1-6 سنوات فقد وصلت النسبة إلى 43%، والذين درسوا 7-9 سنوات تصل النسبة إلى 47%، والذين درسوا 10-12 سنة فتصل النسبة إلى 46%، أما الذين درسوا 13 سنة فأكثر فإن نسبة البطالة في صفوفهم وصلت إلى نحو 48%. 
ولكن عندما نقارن سنوات الدراسة بالجنس في قطاع غزة، تظهر فروقات احصائية واضحة، فنسبة الإناث اللواتي لم يدرسن بالمطلق تصل نسبة البطالة في صفوفهن نحو 22%، بينما تصل النسبة في صفوف اللواتي تلقين تعليما لـ13 سنة فأكثر إلى نحو 66% وهي الأعلى على الإطلاق بين الفئات الأنثوية الأخرى في قطاع غزة.

وتظهر الأرقام الصادرة عن "الإحصاء" أن نسبة البطالة بين الذين يحملون دبلوم متوسط فأعلى في فلسطين بلغت نحو 30.6% بمعدل 18.8% في الضفة و47.85% في غزة، وبنسبة 19.3% في صفوف الذكور و45.95% في صفوف الإناث. 
وتشير تقديرات إلى أن مؤسسات التعليم العالي في فلسطين تخرج سنويا 40-45 ألف خريج بينما تقدر وزارة العمل أن قدرة القطاعين الخاص والعام في فلسطين على التشغيل سنويا هي توفير 5-8 آلاف وظيفة فقط ما يدفع عددا كبيرا من الخريجين إلى البحث عن عمل إما في السوق الاسرائيلي أو أسواق خارجية.