غزة-أخبار المال والأعمال- جدد رئيس مجلس إدارة شركة فلسطين للتنمية والاستثمار (باديكو) بشار المصري التزام الشركة التام بمساندة أصحاب المصانع المتضررين في مدينة غزة الصناعية (بيديكو).
وقال المصري في حديث لصحيفة الأيام الفلسطينية المحلية، إن "المصانع في قطاع غزة تعاني قبل العدوان الأخير، وموقف الشركة كان ولا يزال دومًا بالوقوف الى جنب المتضررين".
وأضاف "للأسف تحطمت عدة مصانع بالكامل مسببة خسارة لأصحاب الأعمال، ولنا كشركة مالكة للأبنية التي تدمرت، وقد بدأنا فعليًا بوضع خطة لتجهيز بناء المزيد من البنايات في مدينة غزة الصناعية".
وأوضح المصري أن الشركة خصصت، بشكل فوري، عدة بنايات لأصحاب المصانع "الذين نأمل أن يستطيعوا إعادة تشغيل مصانعهم، وبالطبع هذا يتطلب شراء معدات ومواد خام، وسوف نقوم بالتنسيق بينهم وبين الدول المانحة التي نأمل أن تخصّص لهم المبالغ اللازمة لدعمهم وتمكينهم من استئناف نشاطهم".
وشدد المصري على ما تشكّله الصناعة من أهمية كقطاع مشغّل للأيدي العاملة، ويتسم العمل به بالاستمرارية والتطوير الدائم للمنتجات المحلية التي تتميز بقدرتها التنافسية ومواكبة التكنولوجيا الحديثة المعمول بها في الأسواق الخارجية، منوهًا الى أن قطاع غزة بأمس الحاجة لفرص العمل من أجل الحد مما يعانيه من بطالة متفاقمة وصلت الى معدلات غير مسبوقة.
وحول قصف الاحتلال لمنطقة غزة الصناعية باعتبارها منطقة حدودية صناعية في ظل انه من المفترض أن تكون منطقة آمنة، قال المصري "لا أعتقد أن هناك أي منطقة آمنة في قطاع غزة أمام العدوان الأخير والمنطقة الصناعية لا تختلف عن أي منطقة أخرى، حيث من الواضح أن العدوان الأخير لم يميز ولم يفرّق بين بنايات مدنية أو مصانع منتجة، الضرر المادي ممكن تعويضه لكن بالطبع الضرر الأكبر هو خسائر الأرواح التي لا يمكن تعويضها.
ولفت المصري إلى أنه زار غزة منذ بضعة أشهر، وقام بجولة تفقدية شملت زيارته لعدة مصانع، وافتتح آنذاك مشروع توليد الطاقة الكهربائية من الطاقة الشمسية، ووجّه في حينه رسالة واضحة أكدت ضرورة مواصلة الاستثمار في وطننا والعمل على رفع مستوى معيشة الشعب مهما كانت الظروف والأوضاع الاقتصادية والسياسية الصعبة.
وقال المصري "صحيح أن عددًا من المصانع قد تدمرت، وتقريبًا 30% من مشروع الطاقة الشمسية الجديد تدمر أيضًا، لكن هذا سيزيدنا عنادًا وهذا طبع الفلسطيني وسأعود إلى غزة حال أن يسمح لي ذلك في القريب العاجل، لأؤكد نفس الرسالة وأدعو لمزيد من الاستثمار في قطاع غزة والقدس، ونؤكد لشعبنا أينما كان أننا شعب واحد".
وذكرت إدارة مدينة غزة الصناعية أن التقديرات الأولية للخسائر المباشرة وغير المباشرة التي تكبدتها المدينة الصناعية خلال الحرب الرابعة على قطاع غزة، تقدّر بعشرات ملايين الدولارات.
وأشارت الى أن آلة حرب الاحتلال دمرت 24 مصنعًا، منها 10 مصانع دمرت كليًا على مساحة 6 آلاف متر مربع، و14 مصنعًا دمرت جزئيًا على مساحة 8 آلاف متر مربع.
وقدّرت الإدارة الخسائر المباشرة للمصانع بنحو خمسة ملايين دولار، بما يشمل مداخل المصانع ودون معرفة الخسائر التي لحقت بالمحتويات داخل كل مصنع، حيث تم تدمير كميات كبيرة من المواد الخام وسلع مخزّنة وآلات ومعدات تقدّر بعشرات الملايين.
وأوضحت أن الأضرار التي لحقت بمشروع توليد الطاقة الكهربائية من الطاقة الشمسية الذي افتتحه رئيس مجلس إدارة باديكو بشار المصري قبل نحو شهرين طالت نحو 50% من طاقته الإنتاجية جراء القصف الموجّه، وتقدّر الخسائر الأولية لهذا المشروع بما يزيد عن خمسة ملايين دولار بسبب تدمير معدات وأنظمة تم تركيبها إضافة إلى تدمير 30% من مساحة الألواح الشمسية، حيث دمر ما يزيد على خمسة آلاف لوح كليًا، وثلاثة آلاف لوح جزئيًا.
ونوهت الى أنه تم تدمير الخطوط الأساسية للكهرباء المغذّية للمدينة، بسبب قصف البنية الأساسية للكهرباء، وتقدّر خسارتها بنحو مليون ونصف المليون دولار، بالإضافة إلى تضرر البنية التحية المساندة لمدينة غزة الصناعية، لافتةً الى أنه ما زال العمل جار لحصر الأضرار والخسائر.