برج إيفل يفتح أبوابه أمام الزوار منتصف تموز المقبل

تاريخ النشر
سائحان يرتديان كمامة يلتقطان صورة بالقرب من برج إيفل-تصوير وكالات

باريس-أخبار المال والأعمال- يستعد برج إيفل الشهير فى باريس لفتح أبوابه والترحيب بالزائرين مرة أخرى بدءًا من منتصف تموز (يوليو) المقبل بعد أن فرضت قيود مكافحة فيروس كورونا في جميع أنحاء فرنسا إغلاق البرج أمام الزائرين، ما أدى إلى خسارة مالية فادحة في إيرادات البرج.
ونقلت وكالة "بلومبيرج" للأنباء، يوم السبت، عن منشور للهيئة المشغلة للبرج على موقع تويتر للتواصل الاجتماعى القول إنه ستتم إعادة افتتاح البرج الأيقوني للعاصمة الفرنسية بدءا من السادس عشر من تموز (يوليو) أمام السائحين المتحمسين للصعود على الدرج الخاص بالبرج البالغ ارتفاعه 324 مترًا أو استخدام مصاعده.
وذكرت الهيئة المشغّلة للبرج أن حجز التذاكر على الإنترنت سيكون متاحًا بدءًا من الأول من تموز (يوليو).
واضطر البرج إلى إغلاق أبوابه أمام الزوار في أواخر العام الماضي، حيث أجبرت الجائحة السلطات على إغلاق عدة مواقع قد تتجمع فيها الحشود وينتشر من خلالها فيروس كورونا.
وكان من المتوقع إعادة فتح أبوابه في كانون الأول (ديسمبر) الماضي، ولكن الظروف الصحية لم تسمح بذلك حتى الآن.
يذكر أن هذا هو الإغلاق الثاني للبرج بسبب الفيروس الفتاك، حيث كان قد أغلق أبوابه في فترات من ربيع 2020 عندما بدأ الفيروس في الانتشار لأول مرة عبر أوروبا.
وفي الأوضاع العادية، يتوافد على البرج نحو سبعة ملايين زائر سنويًا، وتم تشييده في العاصمة الفرنسية 1889.
ويتكون البرج من 18038 قطعة حديد و2.5 مليون مسمار ويزن إجماليا عشرة آلاف طن، حيث يرتكز على أربعة أعمدة مكونة، فيما بينها قاعدة بمساحة 15625 مترا مربعا.
ويحتوي برج إيفل على ثلاثة أقسام مخصصة للزوار والسياح "الطابق الأول" يقع على ارتفاع 57 مترا من سطح الأرض، بمساحة قدرها نحو 4200 متر مربع، يتحمل وجود نحو ثلاثة آلاف شخص في آن واحد، به مقصورة دائرية الشكل تحيط بالطابق الأول تسمح برؤية باريس في مجال 360 درجة.
"الطابق الثاني" يوجد على بعد 115 مترًا من الأرض، بمساحة تقدر بنحو 1650 مترا مربعا، يمكنه تحمل نحو 1600 شخص في آن واحد، وفي هذا الطابق تكون الرؤية ذات جودة عالية ويمكن الصعود للطابق الثاني باستخدام السلالم.
ويتكون البرج من سلالم يبلغ عدد درجاتها 1665 درجة، ولا يسمح باستخدامها إلا لغاية الطابق الثاني فقط.
"الطابق الثالث" يقع على ارتفاع 275 مترا من مستوى الأرض، بمساحة تقدر بـ350 مترا مربعا، يستطيع تحمل وجود 400 شخص في الوقت نفسه، والدخول متوافر فقط عن طريق مصعد كهربائي.
وتم طلاء برج إيفل بثلاث درجات طلاء مختلفة اللون، حيث توجد الدرجة الأغمق في القاعدة، والدرجة المتوسطة في المنتصف، والدرجة الأفتح في أعلى البرج.
ومن أجل الحفاظ على البرج من الصدأ، تتم عملية صيانة له بصورة دورية كل سبعة أعوام، حيث يتم استهلاك 50 طنا من الطلاء، وتستغرق مدة 15 شهرا حتى تكتمل تماما، ويقوم بتنفيذ الصيانة يدويا من خلال 25 عاملا مدربا باستخدام 1500 فرشة طلاء.
وتوقع جوستاف إيفل المهندس المسؤول عن بناء البرج، أن يزور البرج سنويا 500 ألف زائر، لكن الواقع فاق توقعه، فكان زوار البرج في العام الأول لافتتاحه في 1889 قد اقترب من مليوني زائر، بينما قفز هذا الرقم في 2005 إلى ستة ملايين، حتى أصبح يستقبل البرج سنويا نحو سبعة ملايين زائر من مختلف دول العالم، فيما يقدر عدد من زار البرج منذ افتتاحه حتى يومنا هذا بنحو أكثر من 250 مليون شخص.
ولعب البرج دورا مهما في انتصار الحلفاء في معركة مارن الأولى، في 1914، إذ تداخلت إحدى أجهزة الإرسال التابعة للبرج بالاتصالات اللاسلكية الألمانية، ما أعاق تقدمهم.
ويضم البرج مختبرا علميا، ونقش إيفل أسماء 72 من علماء الدولة في معرض المستوى الأول للبرج، وقام فوق الهيكل بتركيب مختبر استخدمه مع العلماء الفرنسيين في درس علم الفلك والأرصاد الجوية والديناميكا الهوائية وعلم وظائف الأعضاء واختبار التجارب، مثل بندول فوكو .
في 1909، قام إيفل بتركيب نفق هوائي ديناميكي في قاعدة البرج، الذي نفذ آلاف الاختبارات، بما في ذلك تلك، التي أجريت على طائرات "رايت براذرز" وسيارات "بورش".
ولم يكن القصد من تشييد برج إيفل أن يكون مبنى دائمًا. بني لمعرض باريس 1889 مع خطط لتفكيكه بعد 20 عامًا، ولكن ظل موجودًا، عندما أعيد استخدامه كهوائي راديو.