رام الله-أخبار المال والأعمال- التقى وفد من مؤسسات المجتمع المدني والقطاع الخاص الفلسطيني مع المبعوث الأميركي هادي عمرو.
وطالب الوفد بوقف العدوان على غزة ووقف سياسة التطهير العرقي في القدس، وأكدوا للمبعوث الأميركي أن الشعب وخاصة جيل الشباب في فلسطين غاضبين من الممارسات العنصرية الإسرائيلية واستغلال حكومة إسرائيل الصمت الدولي للإمعان في سياسات القهر والقمع والاستيطان، وفقًا لبيان صدر عنهم وتلقى موقع BNEWS نسخة عنه.
وحذر الوفد من أن "فقدان الأمل لهذا الجيل هو مؤشر خطير، وأن العالم وخاصة الولايات المتحدة عليهم التدخل لإحقاق الحق الفلسطيني وإطلاق عملية سياسية شاملة وعدم الإكتفاء بمحاولة التنمية الإقتصادية دون حل عادل يلبي أولاَ طموحات الشعب والشباب بالحرية والاستقلال والوحدة".
وفي سياق متصل، أطلع وزير المالية شكري بشارة، المبعوث الأميركي هادي عمرو على آخر تطورات العدوان الاسرائيلي على أبناء شعبنا في قطاع غزة والقدس والضفة الغربية، والخروقات الإسرائيلية لاتفاقية باريس الاقتصادية وتأثيرها السلبي على الاقتصاد الفلسطيني.
وأكد بشارة ضرورة وضع حد للسياسات الإسرائيلية بحق أبناء شعبنا ووقف الاقتطاعات أحادية الجانب التي تقوم بها اسرائيل من أموال الضرائب.
جاء ذلك خلال لقاء بشارة مع طاقم وزارة المالية، يوم الاثنين، بالمبعوث الأميركي للشؤون الفلسطينية والاسرائيلية هادي عمرو والوفد المرافق له في مقر الوزارة في رام الله.
وتحدث بشارة عن الأزمات المالية المتتالية التي مرت بها فلسطين بسبب المواجهة المالية مع إسرائيل في العام 2019 والتي أدت الى فقدان أموال العائدات الضريبية لـ 7 أشهر متتالية، والمواجهة المالية في العام 2020 نتيجة السياسات الإسرائيلية التعسفية والتي تزامنت مع بداية جائحة كورونا في فلسطين.
واكد أن الشعب الفلسطيني أثبت بالدليل القاطع انه قادر على الصمود والتعامل مع هذه التحديات.
وتابع: "علينا الآن أن نتعامل مع الدمار والمآسي التي الحقتها اسرائيل على شعبنا في القطاع والتي تحدث أمام أعين كل العالم".
واستعرض بشارة عددًا من الملفات المالية والتجارية العالقة مع اسرائيل والتي لها تأثير مباشر على الوضع المالي، وطالب بالضغط على اسرائيل للافراج الفوري عن الأموال المحتجزة.
بدوره، أكد المبعوث الأميركي هادي عمرو، أهمية تعزيز وتطوير العلاقة الاميركية الفلسطينية، ووعد بمساندة الموقف الفلسطيني بمعالجة الملفات المالية العالقة، وتقديم المساعدات اللازمة للشعب الفلسطيني اقتصاديًا وماليًا.
وكان الرئيس محمود عباس قد استقبل يوم الاثنين الماضي عمرو في مقر الرئاسة برام الله، وأطلعه على الأوضاع الخطيرة التي تمر بها مدينة القدس، والاعتداءات المتواصلة من المستوطنين المتطرفين الذين يمارسون الإرهاب ويدعون لقتل العرب، واعتداءات قوات الاحتلال على أبناء شعبنا والمصلين الآمنين في المسجد الأقصى وكنيسة القيامة، والتصعيد الإسرائيلي الوحشي والإجرامي الذي يجب أن يتوقف فورًا على أبناء شعبنا في قطاع غزة، الذي خلف كارثة ودمارًا تسبب باستشهاد المئات وجرح وتشريد الآلاف من أبناء شعبنا، والذي تتحمل حكومة الاحتلال الإسرائيلي مسؤوليته.
وأكد الرئيس، ضرورة تدخل الإدارة الأميركية لوضع حد للعدوان الإسرائيلي على أبناء شعبنا الفلسطيني في كل مكان، ووقف التصعيد الإسرائيلي، والبدء بجهود للتوصل لحل سياسي قائم على قرارات الشرعية الدولية، لان الأمن والاستقرار سيتحققان عندما ينتهي الاحتلال الإسرائيلي لأرض دولة فلسطين بعاصمتها القدس الشرقية.
وأشار إلى أن الجانب الفلسطيني مستعد للعمل مع اللجنة الرباعية الدولية، من أجل تحقيق السلام العادل والدائم الذي يضمن حقوق الشعب الفلسطيني بالحرية والاستقلال وفق ما أقره القانون الدولي.
وجدد الرئيس الشكر للرئيس بايدن على قرارات إدارته باستئناف المساعدات المقدمة للشعب الفلسطيني وعن طريق الأونروا.
كما بحث رئيس الوزراء محمد اشتية، في مكتبه برام الله، مع عمرو، الأوضاع الخطيرة في سائر الأراضي الفلسطينية، وضرورة وقف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، بحضور وزيري الاقتصاد الوطني خالد العسيلي والأشغال العامة والإسكان محمد زيارة. ودعا رئيس الوزراء، الولايات المتحدة للتدخل لوقف العدوان فورًا لحقن دماء أبناء شعبنا في غزة، الذين ارتقى منهم ما يزيد عن 200 شهيد، منهم أكثر من 50 طفلا.
من جانب آخر، أكد رئيس الوزراء ضرورة وقف سياسات التهجير والتطهير العرقي التي يمارسها الاحتلال ومستوطنوه في القدس والشيخ جراح على وجه التحديد، وكذلك الهجمات على المسجد الأقصى وكنيسة القيامة.
كما أكد رئيس الوزراء انفتاح القيادة على أي جهد سياسي قائم على القانون الدولي، بما يقود لدولة مستقلة ذات سيادة عاصمتها القدس على حدود عام 1967، وبما ينهي الاحتلال.
وناقش الطرفان تفاصيل المساعدات الأميركية التي أعلن الرئيس بايدن استئنافها، ودعا رئيس الوزراء لأن تكون منسجمة مع الأولويات الوطنية وخطة التنمية القطاعية.
كما التقى رئيس الهيئة العامة للشؤون المدنية الوزير حسين الشيخ ومدير المخابرات العامة اللواء ماجد فرج ومستشار الرئيس للشؤون الدبلوماسية مجدي الخالدي مع الوفد الأميركي برئاسة عمرو.
وتناول اللقاء آخر التطورات والمستجدات السياسية وفي مقدمتها العدوان الإسرائيلي على شعبنا الفلسطيني في الأراضي المحتلة، وبحث العديد من القضايا الثنائية بين الطرفين.
بدوره، أكد المبعوث الاميركي، ضرورة تحقيق التهدئة ووقف التصعيد، مشيرًا إلى أن إدارة الرئيس جو بايدن تبذل جهودًا مع الأطراف المعنية من أجل تحقيق هذا الهدف.
وجدد المسؤول الأميركي، التأكيد على مواقف الإدارة الأميركية الملتزمة بتحقيق السلام وتوفير الفرص المتساوية للفلسطينيين والاسرائيليين للعيش بكرامة وأمن وازدهار، مؤكدا أهمية العمل من أجل حل الدولتين.