غزة: أسعار الخضار تواصل الانخفاض وخسائر المزارعين تتعمق

تاريخ النشر
مزارع فلسطيني في غزة-تصوير سند لطيفة-وكالات

غزة-(الأيام)- ناشد مزارعون كافة الجهات المسؤولة في قطاع غزة العمل على مساعدتهم، والوقوف إلى جانبهم، مع استمرار وتضاعف خسائرهم بسبب الانخفاض الحاد على أسعار الخضروات، للشهر الثالث على التوالي.
وأكد مزارعون أنهم كانوا يتوقعون تعافي الأسعار وتحسنها في شهر رمضان، خاصة البندورة، والبطاطا، والبصل، لكن الأسعار واصلت الانخفاض، حتى وصلت لمستويات متدنية.
ويقول المزارع خالد فارس إن كل دونم يُزرع بالبندورة يحتاج إلى ما قيمته 1200- 1500 شيكل مياه للري، ناهيك عن تكاليف شراء الأسمدة والمبيدات والأشتال، وغيرها، مقسماً أنه في ظل الأسعار الحالية لا يجبي المزارع حتى ثمن المياه التي يشتريها.
وأكد أن ثمن كيلو البندورة تدنى إلى نصف شيكل يُباع للمستهلك، ما يعني أنه يخرج من المزرعة بأقل من نصف هذا السعر، وهذا ينطبق على أسعار البطاطا، التي تباع في الأسواق بشيكل واحد مقابل كل كيلو جرام، إضافة للبصل الذي يباع بأسعار قريبة من ذلك، وحتى الخيار الذي حافظ على أسعار مرتفعة منذ بداية شهر رمضان، انخفض بصورة حادة خلال الأيام الماضية.
ودعا فارس للوقوف إلى جانب المزارعين، من خلال تعويض المتضررين، لضمان تمكنهم من استمرار الزراعة، إضافة لوضع سياسات زراعية تحدد المساحات المزروعة من كل صنف من الخضراوات، بما يتواءم مع حاجة السوق، ولا يحدث فائض في الإنتاج، يؤدي إلى انهيار الأسعار، كما يحدث حالياً.
بينما أكد المزارع عبد الله جراد، أن محاولته تسويق إنتاجه للمستهلكين بنفسه لم ينجح حتى في تخفيف خسائره، فمنذ أسبوعين يقوم بجني محصول البندورة من أرضه بمساعدة عائلته، دون اللجوء للعمال، ويتجول في الشوارع لبيع حمولة الصندوق الصغير "بكسة"، التي تزن 14 كيلو جرام مقابل خمسة شواكل فقط، لكن الإقبال على الشراء ضعيف، ويبدو أن ثمة تشبعا لدى المواطنين من تلك السلعة.
ونوه جراد إلى أنه خفض ري النباتات بنحو 30%، وبات لا يضع لها أدوية ولا يهتم بها كما السابق، في مسعى منه لتقليل التكاليف، لكنه يخشى أن يترك الأرض أو يقتلع الأشتال، فيحدث ارتفاع مفاجئ لأسعار البندورة، وهذا حدث في مرات سابقة، فالثمرة المذكورة معروف أنها متقلبة الأسعار، وقد ترتفع فجأة، لذلك يحاول الحفاظ عليها بالحد الأدنى، أملا بتغير مفاجئ على الأسعار، يمكنه من تعويض خسائره.
بينما يقول البائع عبد الله الشاعر، إن البصل المصري الذي جرى استيراد كميات كبيرة منه قبل عدة أسابيع مازال يملأ السوق، وقد انخفضت أسعاره، وأثر بشكل سلبي على البصل المنتج محلياً، الذي بدأ إنتاجه مؤخراً، وهذا تسبب في خسائر كبيرة للمزارعين، الذين بات العديد منهم يفضلون تخزين جزء من إنتاجهم لبيعه لاحقاً.
وأشار إلى أن ثمة ضعفا كبيرا في الحركة الشرائية في عموم الأسواق، وهذا تزامن مع وفرة في عرض الكثير من أنواع الخضراوات، ما أنتج الوضع الحالي، متوقعاً استمرار موجة الانخفاض على الأسعار عدة أسابيع قادمة.
وأكد الشاعر أن تحسن الأسعار يحتاج إلى أمرين، الأول انخفاض كميات الخضراوات التي تصل الأسواق بصورة يومية، والثاني فتح منافذ تصدير أكبر للخارج، ما يتيح للمزارعين تسويق إنتاجهم في أسواق خارج القطاع.
وكان تجار دعوا المواطنين لزيادة مشترياتهم من السلع القابلة للتخزين، مثل البصل والبطاطا، وحتى البندورة، والعمل على تخزينها بالطرق المعروفة، لاستهلاكها في الأشهر المقبلة، حين تعود الأسعار للارتفاع.