غزة-(الأيام)-شهدت أسواق قطاع غزة حركة شرائية نشطة عشية شهر رمضان المبارك، تزامنت مع استمرار ارتفاع أسعار بعض أنواع السلع والخضراوات، إضافة لارتفاع ملحوظ في أسعار اللحوم الحمراء.
واكتظت الأسواق، منذ ساعات صباح الأحد، بالمواطنين، ممن توافدوا إليها لشراء احتياجات شهر رمضان، وسط مخاوف من تشديد إجراءات الإغلاق، بينما عرض الباعة كميات كبيرة من السلع الرمضانية في محلاتهم وعلى بسطاتهم، وسط توقعات بزيادة أعداد المقبلين على الأسواق خلال نهار اليوم الاثنين.
غلاء وشكوى
واشتكى معظم المتسوقين من ارتفاع ملحوظ على أسعار الكثير من أنواع السلع، وفي مقدمتها زيت الطعام، وكذلك بعض أنواع الأجبان، إضافة لارتفاع طال أنواعا من الخضراوات مثل الخيار، والكوسا، وكذلك حدوث غلاء مفاجئ طرأ على اللحوم الحمراء.
وتساءل المواطن إبراهيم ياسين عن أسباب الارتفاع المفاجئ على أسعار الكثير من السلع، موضحاً أن بعض التجار تسببوا بالغلاء المذكور، مستغلين إقبال الناس على الشراء، ووفرة السيولة النقدية بعد صرف رواتب الموظفين العموميين، وكذلك صرف رواتب موظفي حكومة حماس بغزة، والمساعدات النقدية القطرية.
وطالب ياسين بفرض رقابة على الأسعار من قبل جهات الاختصاص، ومحاسبة كل تاجر يثبت استغلاله لحاجة الناس ورفع الأسعار، إضافة لتكثيف جولات التفتيش، ومنع محاولة بعض التجار تمرير بضائع أو سلع فاسدة، أو غير مطابقة للمواصفات.
بينما يقول المواطن أحمد سلامة، وكان يهم بمغادرة السوق ويداه مثقلة بحملها، إنه وبمجرد تسلمه مساعدة مالية مقدمة من قطر، توجه إلى السوق لشراء كل احتياجات أسرته من لحوم، ودواجن، ومواد تموينية، إضافة لسلع تستخدم في صنع الحلوى، وقد أنفق المبلغ بالكامل.
وأكد أنه لمس ارتفاعا في أسعار بعض السلع، فمثلا كيلو لحم العجل كان قبل أسبوعين يباع مقابل 30 شيكل، أما الآن فقد ارتفع ليتراوح ما بين 35-40 شيكلاً، وكذلك أسعار الحبش والدجاج والخضراوات ارتفعت أيضاً.
بينما يقول المواطن محمود عدوان، إنه كان يدخر مبلغا صغيرا لشراء احتياجات الشهر الفضيل، وتوجه للسوق واشترى معظم احتياجات أسرته، ولم يعجبه ارتفاع الأسعار، كما اشتكى من الازدحام الشديد، الذي قد تنتج عنه مخالطة تسبب ارتفاع في عدد الإصابات.
وتمنى لو كان توجه للسوق نهاية الأسبوع الماضي، لتجنب هذا الازدحام، وحينها كان بإمكانه الحصول على أسعار أفضل.
إقبال كبير
بينما يقول البائع عبد الله طه، إن الأسواق استعادت عافيتها، وشهدت حركة نشطة لم تشهد مثلها منذ عدة أشهر، وثمة إقبال كبير على كافة أنواع السلع، فالناس يرغبون بتوفير معظم احتياجات الشهر الفضيل، وجزء منهم يضاعفون مشترياتهم خشية حدوث إغلاق للأسواق.
وأكد أن هذه الانتعاشة الحالية فرصة جيدة للباعة، ليحققوا أرباحاً تعوض فترات الركود السابقة، نافياً قيام التجار برفع الأسعار كما يظن بعض المشترين، مؤكداً أن أسباب الارتفاع تعود لأمرين، أولهما خارجي كما حدث مع زيت العام، إذ ارتفعت أسعاره من المصدر، والثاني بسبب قانون العرض والطلب، فالسلع التي يزيد الطلب عليها ترتفع، والعكس صحيح.
وتوقع طه أن تعود الأسعار للانخفاض من جديد، وتشهد الأسواق حالة من الاستقرار، خلال الثلث الثاني من شهر رمضان، داعياً المواطنين لشراء السلع على قدر حاجة يومين إلى ثلاثة، وعدم تكديسها.
يذكر أن الأسابيع القليلة الماضية كانت شهدت استيراد كميات كبيرة من مختلف أنواع السلع الغذائية، عبر منفذي كرم أبو سالم، ومعبر رفح البري مع مصر.