رام الله-أخبار المال والأعمال-يؤثر التدخين بشكل سلبي في جسم الإنسان ويؤدي أحيانًا إلى مضاعفات مهدّدة للصحة وللحياة، لذلك هناك سعي متواصل لإيجاد وسائل بديلة تساعد في الإقلاع عن التدخين أو التخفيف من أضراره وتقليص العبء الصحي الهائل الناجم عن تدخين السجائر.
وهذا السعي يعتمد على الدراسات والأبحاث العلمية الجارية في كثير من البلدان وخاصة في دول متقدمة تولي اهتمامًا لصحة ورفاهية شعوبها مثل الولايات المتحدة وبريطانيا. وفي هذا الصدّد، نشرت وكالة الصحة العامة في إنجلترا تقريرها الجديد، وهو التقرير السابع المستقل، حول استخدام السجائر الإلكترونية المعروف بـ "Vaping" الذي قام به باحثون في الجامعة العريقة "كلية الملك في لندن King’s College"، والذي يتضمن أدلة حول استخدام السجائر الإلكترونية لإيقاف التدخين ومعلومات مفيدة من أجل السياسات المتعلقة بهذه البدائل وتنظيمها.
وقد أكد التقرير، الذي تم نشره في بيان صحفي صدر في 23 شباط/فبراير الماضي، أن السجائر الإلكترونية هي خيار أفضل من السجائر العادية لأولئك الذين يدخنون، وأن هناك مفاهيم غير صحيحة وتصورات خاطئة حول الضرر النسبي للبدائل غير القابلة للاحتراق، وأن الحكومات لها دور تلعبه في تصميم السياسات التي تشجّع المدخنين على التبديل في حال عدم استطاعتهم الإقلاع عن التدخين. كما أشارت الأدلة إلى أن استخدام السجائر الإلكترونية (Vaping) هي وسيلة أفضل من العلاج ببدائل النيكوتين أو معالجة النيكوتين بالإعاضة لوقف التدخين.
ويلقي التقرير نظرة متعمقة على أحدث الأدلة حول فعالية استخدام منتجات النيكوتين الإلكترونية في مساعدة الناس على الإقلاع عن التدخين، كما يقدم تحديثًا حول استخدام هذه المنتجات بين الشباب والبالغين ويتفحص البيانات المتعلقة بتصور الناس للمخاطر. ويبيّن التقرير أن منتجات النيكوتين الإلكترونية هي الوسيلة المساعدة الأكثر شيوعًا التي استخدمها المدخنون الذين يحاولون الإقلاع عن التدخين في إنجلترا في العام الماضي.
وهنا لا بد من التذكير بأن إحدى البدائل الجديدة الفعالة هي آلية تسخين التبغ بدلاً من حرقه التي أحدثت تغييرًا جوهريًا، والتي تهدف إلى مستقبل خالٍ من الدخان، وهي من البدائل التي تعتبر مخرجًا أفضل بالنسبة للمدخنين البالغين للابتعاد عن استهلاك السجائر.
ولعل الجديد في هذه المنتجات البديلة المعتمدة على تسخين التبغ بدلاً من حرقه، هو أن ذلك يسهم بشكل كبير في تخفيض مستويات المواد الكيميائية الضارة التي تقف وراء غالبية الأمراض المرتبطة بالتدخين. بالإضافة إلى توفيرها تجربة حسية مماثلة لمذاق ونكهة النيكوتين، دون دخان، ولا رماد، ورائحة عالقة أقل، وإن كان لا يخلو من الضرر.
وفي معرض الحديث عن التقرير وما خلص إليه، قالت البروفيسورة آن ماكنيل، أستاذة إدمان التبغ في "كلية الملك في لندن"، والمؤلفة الرئيسية للتقرير: "يجمع تقريرنا النتائج المستخلصة من تجارب منضبطة عشوائية وخدمات الإقلاع عن التدخين والدراسات السكانية ويخلص إلى أن منتجات تدخين النيكوتين هي طريقة فعالة للإقلاع عن التدخين بنجاح. الأمر المثير للقلق هو أن المدخنين، وخاصة من الفئات المحرومة، يعتقدون بشكل خاطئ وبشكل متزايد أن التدخين الإلكتروني Vaping ضار مثل التدخين. وهذا غير صحيح".
من ناحيته، صرح البروفيسور جون نيوتن، مدير تحسين الصحة في وكالة الصحة العامة في إنجلترا بأن التدخين لا يزال السبب الرئيسي للوفاة المبكرة والمرض الذي يمكن الوقاية منه. وأن أفضل شيء يمكن للمدخّن فعله هو الإقلاع عن التدخين تمامًا، وأشار إلى أن الأدلة تظهر أن استخدام وسائل التدخين الإلكتروني هو أحد أكثر الوسائل المتاحة فاعلية للإقلاع عن التدخين.
وأضاف البروفيسور نيوتن: "كان بإمكان الآلاف الإقلاع عن التدخين لولا مخاوف السلامة التي لا أساس لها بشأن السجائر الإلكترونية. بالنسبة لأي شخص مدخّن، لا سيما أولئك الذين جربوا بالفعل طرقًا أخرى، نوصي بشدة بتجربة البدائل الإلكترونية والتوقف عن التدخين – ويكون الوضع مثاليًا بإقتران ذلك مع دعم إضافي من خدمة الإقلاع عن التدخين المحلية للحصول على أفضل فرصة للتوقف عن التدخين نهائيًا".