رام الله-أخبار المال والأعمال-أعلن المجلس الثقافي البريطاني، يوم الأحد، عن المنتفعين من صندوق التعاون الرقمي، والذي يدعم الشراكات الثقافية بين المملكة المتحدة والبلدان الأخرى من أجل تطوير طرق مبتكرة رقمياً لتحقيق التعاون، مشيرًا إلى أن منظمتين فنيتين فلسطينيتين، هما عشتار للإنتاج المسرحي ومسرح الحرية في مخيم جنين للاجئين، كانتا من بين المشاريع الـ27 الحاصلة على المنح على نطاق عالمي.
وقدم الصندوق الذي لا يزال في مرحلته التجريبية منحاً تصل إلى 50 ألف جنيه إسترليني لمنظمات فنية مقرها في المملكة المتحدة تعمل بالشراكة مع بلدان مختارة من قائمة المساعدة الإنمائية الرسمية، لدعم القطاع في استجابته لقيود السفر المتزايدة بسبب الجائحة العالمية والحاجة إلى نُهج أكثر استدامة فيما يتعلق بطرق العمل الدولي في المستقبل.
ويبني الصندوق على عمل المجلس الثقافي البريطاني في تكوين الروابط وتأسيس التفاهم والثقة بين الأشخاص في المملكة المتحدة وخارجها من خلال الفنون، والتعليم وتدريس اللغة الإنجليزية. وقد أبصر الصندوق التجريبي النور نظراً لاستخدام تمويل المساعدة الإنمائية الرسمية (ODA) الحالي (وهو دعم حكومي يعزز ويستهدف التنمية الاقتصادية ورفاه البلدان النامية) المقدم من حكومة المملكة المتحدة، حيث سيدعم الصندوق قطاع الفنون العالمية في وقت يشهد تحديات كبيرة.
وفي هذا الصدد، علق مدير المجلس الثقافي البريطاني في فلسطين مارتن دالتري قائلاً: "نظراً للتأثير الشديد الذي تسببت به الجائحة، والحاجة الملحة إلى تطوير طرق مستدامة للتعاون، فإن دعم الأفكار الخلاقة لتمكين الفنانين والمنظمات من التواصل والارتباط على مستوى دولي قد أصبح أكثر أهمية من أي وقت مضى. ويسعدنا أنه جرى اختيار مشروعين بشراكة فلسطينية- بريطانية بنجاح في هذه الدعوة العالمية شديدة التنافسية ونتطلع لسبل التعاون التي ستنتج عنهما في عام 2021".
ويعكس المنتفعون من الصندوق، البالغ عددهم 27 مشروعاً، نطاقاً متنوعاً من المنظمات، مع العلم أن أكثر من ثلثها لم تتقدم لأي تمويل من المجلس الثقافي البريطاني من قبل. وقد جرى دراسة كل مشروع بعناية من قبل لجنة تحكيم مكونة من متخصصين في القطاع لضمان التمثيل عبر مساحة جغرافية واسعة وأشكال الفنون كافة.
ومن بين المنتفعين، ثمة مهرجان رقمي بتعاون بريطاني/فلسطيني يساعد الشباب في التعامل مع الصحة العقلية، والجائحة العالمية والعدالة العرقية، وذلك بقيادة فرقة مسرح ماندالا (إنجلترا) وعشتار للإنتاج المسرحي (فلسطين). وقالت إيمان عون، المديرة الفنية لمسرح عشتار: "يسر مسرح عشتار الفوز بهذه المنحة. لطالما رغبنا في عشتار في استضافة مسرح ماندالا من أكسفورد في مهرجان عشتار الدولي لمسرح الشباب. وستجعل هذه المنحة من هذا الحلم حقيقة وستساعد شبابنا في التخطيط للمهرجان وتنفيذه معاً وهو ما سيُسهم في بناء روابط ثقافية حقيقية فيما بينهم".
بالإضافة إلى ذلك، ثمة مسرحية وعد الثورة (The Revolution's Promise)؛ وهي تعاون بين ريلاتيف موشين (إنجلترا) ومسرح الحرية في مخيم جنين للاجئين (فلسطين) وكرييتيف ديستراكشن (إنجلترا). ويتكون المشروع من إنتاج/تجربة مسرحية للواقع الافتراضي باللغتين الإنجليزية والعربية مصممة خصيصاً لتجسيد القصص الشخصية والموروثات الإبداعية للفنانين الرياديين من فلسطين.
وقال أحمد طوباسي، المدير الفني لمسرح الحرية: "يصادف هذا العام الذكرى العاشرة لمقتل جوليانو مير خميس، المؤسس والمدير الفني لمسرح الحرية ونحن فخورون بمواصلة إرثه المتمثل في ممارسة المقاومة الثقافية من خلال عملنا بما فيه هذا المشروع. ونحن متحمسون للعمل مع شريكتنا فرقة كرييتيف ديستراكشين (Creative Destruction) إلى جانب ريلاتيف موشين (Relative Motion) لإصدار نسخة الواقع الافتراضي من "وعد الثورة"، ونشعر بغاية السعادة لتلقينا الدعم من المجلس الثقافي البريطاني حتى نتمكن من تحقيق ذلك".