غزة (رويترز) - التغريد خارج السرب.. بات نمط حياة بالنسبة لنائلة أبو جِبة عندما اختارت لنفسها أسلوب حياة خاصا وأصبحت أول سائقة سيارة أجرة في قطاع غزة.
وجدت نائلة، وهي أم لخمسة أطفال وتبلغ من العمر 39 عاما، نفسها محط سخرية من قدراتها في القيادة لكونها امرأة. لكن مرارة السخرية تتلاشى أمام كلمات الإطراء والتقدير التي تتردد على مسامعها من زبائنها النساء.
قالت "كتير باسمع تعليقات مسيئة (عبر وسائل التواصل الاجتماعي)، بس التعليقات التحفيزية أكتر". وأضافت "منهم اللي بيقول هاي حِكر على الرجال وإنه إحنا بنعمل حوادث مع إن الست بتكون حذرة وأروق في السواقة".
وتشعر راكبات كثيرات بارتياح في التنقل بسيارة نائلة أكبر مما يشعرن به مع السائقين الرجال، وعليهن حجز خدمتها مقدما.
تقول نائلة "لما ست تكون عند الكوافير ورايحة على فرح وبتكون لابسة ومتزينة أفضل لها أنها تطلع مع ست".
وتتفق معها في الرأي الراكبة سوسن أبو عتيلة (28 عاما)، التي قالت لرويترز "بناخد راحتنا أفضل".
بدأت نائلة، الحاصلة على بكالوريوس الخدمة الاجتماعية، عملها كسائقة سيارة أجرة بعد أن فشلت في العثور على وظيفة.
ويبلغ معدل البطالة في قطاع غزة 49 في المئة مع تفاقم المعاناة بسبب القيود الحدودية التي تقول إسرائيل ومصر إنها لدواع أمنية.
وسيارة نائلة من طراز كيا ولونها بيج فاتح، وهي تقودها بحجابها وبالكمامة. والسيارة هي الوحيدة العاملة حتى الآن في مكتبها (المختارة) لخدمات النقل، وهي تقودها مرتدية صديريا يحمل شارة المكتب.
وتأمل نائلة في توسيع نشاطها لدى انتهاء الجائحة التي دفعت سكان غزة إلى الحد من التنقل والأنشطة الاجتماعية. وسجل القطاع الذي يبلغ عدد سكانه مليوني نسمة أكثر من 12000 إصابة و56 وفاة.
وقالت نائلة "حلمي يكون عندي أسطول سيارات من تاكسيات المختارة".