قال رئيس الوزراء محمد اشتية، إن الإيرادات قد انخفضت بنحو 75 بالمئة من حوالي 850 مليون شيكل شهريا الى 200 مليون فقط، نتيجة أزمتي "كورونا" والمقاصة، وما يرافقهما من حصار مالي، لكنه أكد ان الحكومة ستفي بالتزاماتها كاملة، خصوصا رواتب الموظفين، حال استعادة الحقوق الفلسطينية في عائدات المقاصة، دون اي ابتزاز سياسي من إسرائيل.
وأضاف في مستهل جلسة الحكومة، اليوم الاثنين، عبر منصة "زووم" في ظل الإجراءات الوقائية من جائحة "كورونا"، أن "الأزمة سببتها حرب المال التي تشنها الولايات المتحدة ولاحقا اسرائيل، وانقطاع المساعدات العربية عدا عما تقدمه الصناديق العربية للمشاريع، والاتحاد الأوروبي، ودول آسيوية، والبنك الدولي، ومعظمها يذهب للمشاريع".
ولفت إلى أن المساعدات الأميركية كانت تبلغ حوالي 500 مليون دولار سنويا، فيما كانت المساعدات العربية تبلغ حوالي 350 مليون دولار "توقفت جميعها، باستثناء ما تدفعه الصناديق العربية (للمشاريع)"، مشيرا إلى أنه لا يزال هذا التمويل (العربي) متوقف، "ولم تلتزم الدول العربية بقراراتها المتعلقة بشبكة الأمان المالية لحماية فلسطين من الابتزاز".
وتابع "أن جائحة كورونا التي تسببت بأضرار كبيرة لاقتصاد العالم والاقتصاد الفلسطيني، جاءت في وقت يعاني فيه شعبنا الفلسطيني حصارا ماليا، "ما ادى إلى تدني دخلنا بنسبة 60%، ثم جاء مشروع الضم الاسرائيلي المستند الى "صفقة القرن"، وقررت القيادة اننا في حل من الاتفاقات الموقعة مع اسرائيل بما يشمل الاتفاق المالي، وتم وقف العلاقة مع إسرائيل.
وقال "اسرائيل لا تريد ان تلتزم بالاتفاقيات معنا، وهي الآن تعتقد انها تعيش نشوة التطبيع مع العرب، وتعتقد ان الموضوع الفلسطيني وقضاياه لا تمثل أولوية".
وأشار رئيس الوزراء إلى ان الحكومة بحاجة الى 1.2 مليار شيقل شهريا لتمويل نفقاتها، تساهم فيها عائدات المقاصة بنحو 500 مليون شيقل، والجباية المحلية بنحو 350 مليون شيقل "انخفضت الى حوالي 200 مليون شيقل شهريا فقط".
وأضاف: "المقاصة متوقفة لأسباب لها علاقة بشكل أساسي بقرار القيادة الفلسطينية وقف التعامل مع اسرائيل، والحكومة ملتزمة بذلك لكي نواجه الابتزاز التي تحاول إسرائيل ان تمليه علينا، وهذا يعني انه من المبلغ الذي نحتاجه شهريا نجمع فقط 200 مليون شيقل، وهو لا يكفي لا للأدوية، ولا للمستشفيات، ولا لمواجهة كورونا، ولا لطباعة الكتب، ولا للرواتب، ولا لأي مصاريف تشغيلية أخرى".
وتابع مخاطبا الموظفين خصوصا: "قمنا ببرنامج تقشف وقد تم خفض النفقات بحوالي 70 بالمئة، ولكن من أجل تعزيز دوركم وصمودكم ورفع المعاناة عنكم، فإننا نقترض من البنوك حوالي 400 مليون شيكل شهريا لنغطي نصف الراتب، وندفع فوائد للبنوك على هذا المبلغ".
وأوضح اشتية ان الحكومة تدفع شهريا رواتب لنحو 350 ألف مستفيد، بما يشمل حوالي 140 ألف موظف مدني وعسكري في الضفة وغزة، وحوالي 120 ألف أسرة محتاجة، منها 80 ألفا في غزة و40 ألفا في الضفة، ونحو 75 ألفا متقاعد عسكري ومدني في الضفة وغزة، واضافة الى أسر الاسرى والشهداء داخل فلسطين وفي الشتات.
وأشاد "بتفهم رجال الأمن والأطباء والعاملين في قطاع الصحة، الذين لم ينقطعوا عن عملهم ولو ليوم واحد، وكذلك المعلمين، الذين يدركون ما يمر به الوطن، كما أحيي الموظفين وشعبنا على وقفتهم ودعم صمود الرئيس والقيادة معه في هذه المواجهة السياسية والصحية وانعكاساته المالية".
وقال: ما يبقينا صامدين هو مناعة المجتمع. يمنع ان تنهار هذه المناعة التي هي أساس المناعة السياسية للقيادة، وانا على ثقة ان هذا الغم سوف يزول.
وتساءل: كم مرة منعت اسرائيل عنا المقاصة، وكم مرة حوصرنا ماليا وصمدنا؟ رواتبكم سوف تدفع كاملة عندما نحصل عليها دون أي ابتزاز سياسي من اسرائيل او الولايات المتحدة، وأنا على ثقة بأن هذا ليس بعيدا، مشددا على رفض القيادة والشعب الفلسطيني للخطط الأميركية والاسرائيلية، والاصرار على مواجهتها، مضيفا "اسرائيل واميركا تريدان ان تهزمنا لكي نستسلم ونقبل مشروعهما، وسوف نصمد ولن نهزم ولن نستسلم".