لا إقبال على شراء مستلزمات العودة إلى المدارس

تاريخ النشر
لا إقبال على شراء مستلزمات العودة إلى المدارس
صورة توضيحية-عودة طلبة الثانوية العامة إلى المدارس في أريحا-تصوير وفا

رام الله-الحياة الجديدة– ملكي سليمان-مع اقتراب بدء العام الدراسي الجديد 2020-2021 ينتاب أهالي الطلبة حالة من التردد والانتظار قبل شراء مستلزمات العودة إلى المدارس من ملابس وحقائب وقرطاسية وغير ذلك، في ظل استمرار تفشي وباء الكورونا.

ويتعزز التردد مع استمرار تردي الأوضاع الاقتصادية التي أدت الى تريث الأهل في شراء اللوازم المدرسية المذكورة الى حين التأكيد على افتتاح أو تأجيل العام الدراسي, ما انعكس سلبا على استعداد تجار الملابس والشنط المدرسية والقرطاسية الذين كانوا ينتظرون هذا الموسم بفارغ الصبر كما في كل عام. 
وتزامن الشكوك بافتتاح العام الدراسي مع ترد كبير في الظروف الاقتصادية مع استمرار تأثير جائحة كورونا من جهة، وأزمة المقاصة الناتجة عن نوايا دولة الاحتلال ضم أجزاء من الضفة، وهو ما أدى الى عدم انتظام دفع رواتب موظفي القطاع العام. 
ويقول المحاسب المسؤول في شركة "الطريفي مول" عامر خلف الرنتيسي إن سبب ضعف الحركة التجارية رغم اقتراب العام الدراسي يعود الى عدة أمور منها قلة السيولة لدى الكثير من العائلات بسبب توقف أرباب هذه العائلات عن العمل خلال الشهور الماضية بسبب جائحة كورونا وكذلك توقف الرواتب للعاملين في القطاع العام.
ويتابع الرنتيسي: "أما الأسباب الأخرى فهي الحديث أو الشائعات عن احتمال تأجيل العام الدراسي بسبب استمرار الإصابات بفيروس كورونا، وهذا الأمر يدفع بالأهل إلى عدم الاستعجال بشراء الشنط والقرطاسية والملابس لابنائهم سيما وأن الحديث يدور عن التعليم عن بعد والتعليم الوجاهي فقط ليومين في الأسبوع فهنالك بعض الأهل يرون انه لا حاجة لشراء كميات كبيرة من القرطاسية والشنط غالية الثمن اذا تم تأجيل الدراسة وهذا بطبيعة الحال انعكس على عملنا ويصعب المقارنة بين حجم المبيعات من القرطاسية والشنط هذا العام مع الأعوام الماضية، بالتالي فإن المخازن مليئة بالشنط والقرطاسية لعدم تمكننا من بيعها من بداية الفصل الثاني وبعدها بدأت جائحة كورونا".
ويضيف الرنتيسي: "الركود الاقتصادي المستمر منذ خمسة اشهر انعكس سلبا على عمل المؤسسة حيث كان يعمل فيها 15 عاملا وموظفا أما الآن فهم أقل من النصف لأن حجم البيع اصبح لا يتناسب مع حجم المصروفات المطلوبة".
وخلص الرنتسي الى القول: "كما هو معروف فإن التجار يحتاجون الى شهور لكي تصل طلبياتهم من الدول المصنعة كالصين، وبالتالي فإن بضاعتنا المستوردة وصلت متأخرة، أي قبل اسبوعين من الآن بسبب تعقيد الإجراءات في الدول منذ جائحة كورونا, ونأمل ان تعود الأوضاع الاقتصادية والتجارية الى ما كانت عليه قبل جائحة كورونا لأن الأمر اصبح لا يحتمل".

تخفيضات ولا مشترين
ويقول وسام الجعبري الذي يمتلك متجرا لبيع القرطاسية والشنط المدرسية ولوازم المدارس برام الله: "أسعار الشنط المدرسية تبدأ من 25- 180 شيقلا فاصبحنا نبيع بنصف الثمن لكن الكثير من المشترين لا يعجبهم السعر، يريدون سلعا رخيصة ولا يهمهم النوعية والجودة، المهم ان يحصلوا على اسعار رخيصة، علما أن الشنطة المكفولة مضمونة وتحتاج الى سنوات لكي تتلف, كذلك الحال فاننا خفضنا اسعار القرطاسية بنسبة 20% لنشجع الناس على الشراء، ولكن وكما ترى لم يبق لبدء العام الدراسي وقتا طويلا وعدد الذين يدخلون المحل أو يشترون محدود، قد يكون السبب تخوفهم من تأجيل العام الدراسي أو أن أوضاعهم الاقتصادية صعبة".
ويقول مروان الجعبة صاحب مكتبة في رام الله: "انه منذ جائحة كورونا أي تاريخ بدء الفصل الدراسي الثاني توقف بيع القرطاسية بالكامل على الرغم من أن اسعار القرطاسية انخفضت بسبب غياب المشترين لدرجة ان امرأة رفضت شراء دفتر سلك لابنها قائلة له ان ثمن الدفتر يعادل الأجرة اليومية لوالده، وهذا يعني ان حالة عشرات بل مئات العائلات مشابهة لحالة المرأة المذكورة".
ويتابع الجعبة: "كنا ننتظر موسم افتتاح المدارس على أمل ان نعوض ما فقدناه خلال الأشهر الخمسة الماضية ولكن حتى الآن لا نتوقع ان ينتعش السوق وان تعود الحركة التجارية الى 30% مما كانت عليه قبل الجائحة، وبالتالي اصبحنا في محلاتنا نضيع الوقت نشرب القهوة ونتابع صفحات التواصل الاجتماعي بلا بيع، ندفع أجرة المحل والمصاريف الأخرى حتى أجرة موقف السيارات اصبحنا ندفعها من جيوبنا وليست من المبيعات, وهنا لا بد من الحكومة البحث عن آلية معنية لانعاش الاقتصاد ومساعدة التجار وبخاصة المشاريع الصغيرة للخروج من هذه الضائقة المالية الصعبة".
ويقول عبد سمير الذي يعمل بائعا للشنط والقرطاسية في محلات البكري بمدينة البيرة: "مع اقتراب بدء العام الدراسي المحل قام بتخفيض اسعار الشنط بنسبة 30% والقرطاسية بنسبة 20% ولكن للأسف المبيعات لا تذكر حتى الآن فلا يوجد رواتب لموظفي القطاع العام وخرج الناس من مصاريف عيد الأضحى، أضف الى ذلك مصاريف مناسبات الأعراس والتوجيهي والأهم من ذلك توقف العمل وفقدان الكثير منهم مصدر رزقه".
ويقول محمد علي بائع شنط متجول: "انه في كل عام كان يبيع 50 شنطة مدرسية في اليوم أثناء وقوفه على قارعة الشارع بالقرب من دوار المنارة برام الله وبسعر ما لا يقل عن 50 شيقلا للشنطة الواحدة ولكن هذا العام لم يتمكن في يوم كامل من بيع شنطة واحدة وبسعر 25 شيقلا أي بنصف السعر واضطر لارجاع كمية الشنط وعددها 18 شنطة للتاجر بسبب تردي الأوضاع الاقتصادية".
ويقول محمد أسعد الذي عمل لعدة سنوات في أحد المعارض التجارية برام الله: "عندما كان يقترب افتتاح العام الدراسي لم يكن لدينا متسع من الوقت لتناول طعام الغداء بل كنّا نؤجله الى المساء وايضا لم نكن نجد مكانا لنضع سجادة الصلاة ونصلي بسبب تكدس البضائع، وفي قسم المحاسبة فكان الناس يتقاتلون على الدور من كثرة الزبائن وكل واحد يريد ان يحاسب ويخرج، أما هذا العام وكما حدثني احد العاملين في نفس المحل فإن الأوضاع مختلفة تماما عن السنوات الماضية".

500- 800 شيقل تكلفة تجهيز الطالب الواحد
وتقول نجوى محمود وهي أم لخمسة ابناء:"إن مصاريف شراء ملابس وقرطاسية وشنط وبدلات وأحذية رياضية تختلف من طالب لآخر ومن مرحلة لأخرى".
وتتابع: فمثلا طالبة المرحلة الأساسية في السنوات الماضية كانت تكلّف من 400-500 شيقل بما في ذلك الأقساط المدرسية، أما طالب المرحلة الثانوية فيكلّف من 700-800 شيقل لأن الطالب في المرحلة الثانوية وبخاصة الطالبات يحبذون شراء الشنط ذات الجودة العالية والملابس الراقية وأقمشة مراييل مرتفعة الثمن، اضافة الى الأحذية الرياضية وبدلة الرياضة وبالتالي فانني احتاج كل عام الى ما لا يقل عن 2500 شيقل لشراء احتياجات ابنائي وبناتي في المدارس.
ورغم مخاوف أولياء الأمور، أعدت اللجنة الوزارية المكلفة بإعداد خطط العودة الى المدارس عددًا من السيناريوهات للتعامل بناءً على تطورات الوضع الوبائي في المحافظات، بينما أعدت وزارة التربية والتعليم خطة تجمع ما بين التعليم عن بعد والتعليم الوجاهي للفصول المدرسية من الرابع وحتى التوجيهي.