رام الله-أخبار المال والأعمال-خصص كتاب "دليل أبحاث الاتصال التطبيقي"، فصلاً كاملاً حول مدينة روابي، حمل عنوان "مدينة فلسطينية من أجل المستقبل"، علما أن الكتاب صدر حديثا عن دار النشر العالمية المرموقة "ويلي" “Wiley” ومقرها في مدينة نيوجيرسي بالولايات المتحدة الأميركية.
الكتاب الذي جاء في مجلدين من القطع العريض بمجمل 1040 صفحة، يُعالج مجموعة واسعة من القضايا المعاصرة المرتبطة بعلم الاتصال وتجليّاتها في سياقات متنوعة، والفرص والتحديات المتعلقة باستخدام الأنماط الاتصالية في إدارة المشكلات.
وقد شارك في إعداد هذا العمل الأكاديمي الضخم، نخبة تضم عشرات الباحثين والعلماء والأكاديميين من خلفيات، وتخصصات علمية متنوعة من حول العالم.
وأشرف على تأليف وإعداد الفصل الخاص بمدينة روابي، كل من البروفيسور راندال روغان، الخبير في علم الاتصال بجامعة "ويك فوريست"، والباحث جاك نصار، حيث جاء تدوين هذا الفصل ضمن الكتاب تتويجاً لدراسات علمية معمقة تمت في مدينة روابي، للتعرف إلى مدى فاعلية رؤية المدينة وتحقيقها ضمن خطتها الاستراتيجية عبر مراحل بنائها المختلفة، وكيفية التعامل مع التحديات التي واجهتها في كل مرحلة وطرق معالجتها وتخطيها، إضافة إلى مستقبل المدينة الذي ترسمه رؤيتها، والعوامل المساعدة على الوصول إليه وسط الظروف الراهنة.
وقال نصار: "لقد أصبحت روابي، وُجهة مفضلة للكثير من الأكاديميين والباحثين من جامعات عالمية مرموقة، الذين يقصدون المدينة لدراستها بناء على حقل علمي يعملون فيه".
وأضاف نصار: "المدينة تمثل بالنسبة لهؤلاء الباحثين فرصة علمية مميزة، لربط النظريات المجردة التي يتداولونها في أروقة الجامعات مع الواقع التطبيقي عملياً، لاسيما أن روابي تشكل نموذجاً حياً لبناء المجتمع البشري، وتجلي علاقاته الحضرية والأنثروبولوجية والاقتصادية والاجتماعية، وهي قضايا تشكل مجالات خصبة للبحث والدراسة".
وعبر روغان عن دهشته لما رآه خلال زيارته لروابي لإعداد الدراسة، باعتبارها أول مدينة فلسطينية مخطط لها، مضيفاً: "قبل هذه الزيارة كنت متأثراً بالرواية التي تروجها وكالات الأنباء الغربية عن افتقار الفلسطينيين للقدرة على تقرير مصيرهم".
وأضاف روغان: "هنا على تلال الضفة، يقف مشروع تنموي اقتصادي فلسطيني مستقل، وهو ما لم يسبق لي رؤيته، ولدى عودتي ومشاركة قصة روابي مع زملائي وعائلتي، أدركت أنني بحاجة إلى معرفة المزيد عن هذا المشروع وتداعياته، ورؤية مؤسسه بشار المصري ودافعه للإقدام على هذه الخطوة، كما أردت فهم سر انخراط الشباب في فريق المصري، وما تعنيه المدينة بالنسبة لهم، وقد حصلت على الإجابات الكاملة خلال لقائي الموسع بمؤسس روابي".
وأشاد روغان بالجهود البحثية التي تم تقديمها لإثراء الدراسة عبر المعلومات، والتحديثات المستمرة من قبل نصار، والدعم الذي وفره خلال زيارات روغان الخمس لروابي منذ اوائل 2017.
من ناحيته، قال المصري: "لقد تشرفنا بمشاركتنا لنخبة من كادر أكاديمي لإصدار كتاب، يوفر لعلماء الاتصال والباحثين في تخصصات العلوم الإنسانية استخلاصات بحثية مهمة حول قضايا واقعية، تهم العالم، وتتيح المجال لآخرين كي يعرفوا المزيد عن روابي، وما تعنيه لفلسطينيين يعيشون ويعملون فيها، كما أن هذا الفصل فرصة مناسبة لتشجيع آخرين على زيارة روابي، والاطلاع على تجربتها، فضلاً عن كونه جسراً يسهم في زيادة نجاح المشروع وتعزيز قدرة الفلسطينيين على التغيير والمضي قدماً نحو تقرير مصيرهم".
وتتلخص المساهمة العلمية لهذا الكتاب بالنسبة لعلم الاتصال في كونه، يستكشف كيفية التعاطي الأمثل مع السياقات الاتصالية المتنوعة، وموازنة الحقائق العلمية مع القضايا الاجتماعية والثقافية، ومساهمة الإعلام في التخفيف من تداعيات الأحداث السلبية، كما يسلط الضوء على نتائج البرامج البحثية المستمرة في علم الاتصال.
ويقدم الكتاب أفضل وأحدث التصورات العلمية المتاحة، حول المجالات التي يجب تناولها بالبحث والدراسة مستقبلاً، ويعد إضافة علمية نوعية في حقل الاتصال للجامعات الأميركية والعالمية، وعملاً قيماً لطلبة البكالوريوس والدراسات العليا، والباحثين في هذا الحقل المعرفي.
تاريخ النشر