رام الله-أخبار المال والأعمال-أعلن كل من وزير المالية شكري بشارة، ومحافظ سلطة النقد عزام الشوا، مساء يوم الأربعاء، اتفاقا على تمويل إضافي للحكومة من البنوك بمقدار 400 مليون دولار على مدى ستة أشهر، وهي فترة موازنة الطوارئ التي أقرها الرئيس محمود عباس في ظل حالة الطوارئ التي تعيشها البلاد في مواجهة جائحة "كورونا".
وكان بشارة والشوا يتحدثان في الايجاز الصحافي المسائي حول مستجدات فيروس كورونا في فلسطين للمتحدث باسم الحكومة إبراهيم ملحم.
وأوضح بشارة أن الحكومة حافظت على مستوى اقتراض مصرفي لا يتجاوز 1.4 مليار دولار على مدى سبع سنوات، واضطرت لاقتراض 200 مليون إضافية لمواجهة أزمة المقاصة العام الماضي ليرتفع الإقراض المصرفي للحكومة إلى 1.6 مليار دولار حاليا، "وبالتمويل الإضافي الجديد ترتفع مديونية الحكومة للبنوك إلى ملياري دولار، تشكل 16% من اجمالي الودائع لدى الجهاز المصرفي، وهي نسبة "قليلة" وفقا للمعايير الاقتصادية.
وشدد بشارة على أن "الحكومة تشارك سلطة النقد حرصها على أموال المودعين، ولن نقدم على اقتراض أي مبلغ دون أن يكون لدينا الثقة الكاملة بالقدرة على سداده".
وأشار بشارة إلى ثلاث أولويات رئيسية لموازنة الطوارئ، أولها الوفاء بمتطلبات مواجهة وباء كورونا بتوفير متطلبات وزارة الصحة والأجهزة الأمنية والمحافظين، والتقشف في جميع بنود الإنفاق، وتوفير شبكة أمان للفئات الضعيفة والمتضررة من الجائحة، والحد من تراكم مستحقات موردي السلع والخدمات من القطاع الخاص.
في الجانب الاقتصادي، قال بشارة إن أولويات الإنفاق تتمثل بالحفاظ على استقرار رواتب الموظفين، حيث تدفع الحكومة رواتب ورواتب تقاعدية لنحو 209 آلاف شخص يعيلون نحو ربع السكان في الضفة الغربية وقطاع غزة.
أما الأولوية الثانية في الإنفاق في موازنة الطوارئ، بحسب بشارة، تتمثل باستقرار وديمومة القطاع الخاص، مواصلة ضخ السيولة بتسديد مستحقات موردي السلع والخدمات وفقا للإمكانيات المتاحة، حيث تعد الحكومة المشتر الأكبر للسلع والخدمات من القطاع الخاص.
وشدد بشارة على متانة التنسيق مع سلطة النقد، "حيث تشكّل البنوك خط الدفاع الأول والفوري في مواجهة الأزمات، بما تقوم به من ضخ للسيولة وتسهيل الإقتراض"، مؤكدا أن "السياستين: المالية والنقدية، توأمان يجب أن يكون التناغم بينهما كاملا ومطلقا في مواجهة التحديات".
وأعرب بشارة عن تفاؤله بالتوصل إلى اتفاق قريب مع إسرائيل على تحويل المقاصة الشهرية بمعدلها المعتاد (حوالي 500 مليون شيقل)، بغض النظر عن الحجم الفعلي لها، والتي توقع أن تنخفض بنسبة "قد تصل الى 40%"، بسبب تراجع الاستيراد والاستهلاك.
وقال: نتوقع أن تأخذ (المحادثات) منحنى جدي خلال الأسبوع المقبل، ونعمل في هذا الموضوع بتنسيق كامل مع القيادة وعلى رأسها الرئيس محمود عباس، وبشكل وثيق مع وزير الشؤون المدنية حسين الشيخ".
من جهته، قال الشوا إن سلطة النقد ووزارة المالية عملتا منذ اليوم الأول للأزمة بخطين متوازيين، بالاستفادة من تراكم الخبرات لدى الفريقين في مواجهة الأزمات.
وأشار الشوا إلى جملة الإجراءات التي اتخذتها سلطة النقد في بداية الأزمة، بهدف توفير ظروف مريحة للمواطنين بما يمكّنهم من الالتزام بالتعليمات الصحية، وكان أولها تأجيل أقساط القروض لأربعة أشهر، وإغلاق المقاصة، خصوصا في بيت لحم، والتساهل في مسألة تقاص الشيكات بسبب الوضع الصحي الذي تمر به البلاد.
وفي السياق ذاته، قال الشوا إن سلطة النقد تدرس إعادة المقاصة، وإعادة تفعيل نظام تصنيف الشيكات، "لقيام البعض باستغلال حالة الطوارئ وما اتخذ في إطارها من إجراءات هدفها التسهيل على المواطنين والشركات"، في عدم الوفاء بالتزاماتهم رغم توفر الموارد المالية لديهم.
وأضاف: "هناك من يستغل هذه القرارات، ونحن نتحدث مع الجهات المختصة لضبط هذه العملية".