رام الله-الحياة الجديدة-أيهم أبوغوش-واصل الشيقل قوته أمام سلة العملات العالمية ليسجّل الدولار مزيدا من الخسائر أمام العملة المحلية الاسرائيلية، إذ وصل سعر صرف الدولار يوم الأحد إلى 3.41 مقابل الشيقل، ما ألقى بظلاله على المصدّرين في اسرائيل الذين يطالبون البنك المركزي الاسرائيلي التدخل، حتى لا يفقدوا مزاياهم التنفاسية نتيجة ارتفاع تكاليف الإنتاج الناجمة عن صعود عملة الشيقل.
ويرجع المحلل الاقتصادي وأستاذ الاقتصاد في الجامعة العربية الأمريكية نصر عبد الكريم، ضعف الدولار أمام الشيقل إلى ثلاثة أسباب رئيسية: الأول يتعلق بقوة الاقتصاد الاسرائيلي نفسه، والثاني تراجع التقديرات بشأن نمو الاقتصاد العالمي، والثالث هو فيروس كورونا الذي أضاف مخاوف على الاقتصاد العالمي بسبب التوقعات المتعلقة بأداء الاقتصاد الصيني.
ويشير عبد الكريم لـ"الحياة الجديدة" إلى أن كافة المؤشرات المرتبطة بالاقتصاد الاسرائيلي سواء فيما يتعلق بالصادرات أو القوى العاملة أو التصنيع تحقق أرقاما ايجابية، ما يؤكد أن الاقتصاد الاسرائيلي في هذه الفترة يتمتع بديناماكية عالية.
وأضاف إن "الاقتصاد الاسرائيلي يواصل أداؤه المتصاعد، وهذا الاقتصاد لم يتضرر حتى في ظل الأزمة المالية العالمية التي ضربت الاقتصاد العالمي قبل سنوات وما زلنا نعيش ارتداداتها حتى اليوم"، موضحا أن الاقتصاد الاسرائيلي لا يعاني حاليا من أزمات بنيوية أو هيكلية كمعظم الاقتصاديات في العالم.
من جهة ثانية، أوضح عبد الكريم أن الدولار تأثر سلبيا في ظل تراجع التوقعات التي أصدرها صندوق النقد الدولي بشأن نمو الاقتصاد العالمي خلال العام 2020 إلى 2.8% بدلا من 3.2% كما في السابق.
ولفت إلى أن الاقتصاد العالمي كان يعاني في ظل تراجع التبادل التجاري خاصة في ظل الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين، لهذا الدولار تأثر سلبا كونه العملة المستخدمة في أكثر من ثلثي التبادلات التجارية في العالم.
ورغم أن الدولار يعد أحد الملاذات الآمنة مقارنة مع العملات الأخرى، غير أن المخاوف دفعت المستثمرين إلى العزوف عن شراء الأسهم والأصول والدولار إلى ملاذ أكثر أمنا وهو الذهب الذي سجّل الخميس الماضي أعلى مستوى خلال سبع سنوات.
ويؤكد عبد الكريم أنه في الوقت الذي بدأ يتعافى فيه الاقتصاد العالمي من أثر الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين، جاء فيروس كورونا ليضيف مخاطر أخرى على الاقتصاد العالمي، ما جعل التوقعات العالمية بشأن النمو أقل خاصة ان الأمر يتعلق بالصين أكبر مصدّر في العالم.
وأضاف: "كورونا عكس التفاؤل الذي تحقق في الربع الأخير من العام المنصرم، وبدأ صندوق النقد يعيد النظر في توقعاته بشأن النمو".
وأثار ارتفاع الشيقل استياء المصدّرين الاسرائيليين الذين يطالبون البنك المركزي الاسرائيلي بالتدخل كون أن ارتفاع الشيقل يضعف من منافستهم التصديرية للأسواق العالمية لأن تكاليف عناصر الإنتاج تزيد بزيادة قيمة العملة المحلية.
وذكر موقع جلوبس المتخصص في الاقتصاد الاسرائيلي أن البنك المركزي الاسرائيلي يحاول إحكام سيطرته على سعر صرف الشيقل، مبينا أن صعود العملة الاسرائيلية جاء رغم محاولات البنك المركزي الاسرائيلي التحكم في سعر الصرف.