رام الله-أخبار المال والأعمال-نظم المجلس الثقافي البريطاني في فلسطين، مؤخراً، في مدينة رام الله، إحتفالية الذكرى العاشرة لإطلاق برنامج منحة التعليم العالي الفلسطينية (HESPAL)، بحضور رئيس الوزراء محمد إشتية، ومشاركة وزير التعليم العالي محمود أبو مويس، والقنصل البريطاني العام في القدس فيليب هول، ووفد الجامعات البريطانية.
تأتي هذه الاحتفالية تزامناً مع زيارة وفد من كبار الأكاديميين من المملكة المتحدة لفلسطين يضم جامعات: سانت أندروز، وإكسيتر، وساسكس، ولانكستر، وروهامبتون، وبولتون. وتهدف الزيارة والتي تتضمن أنشطة وجولات ولقاءات مع الجامعات الفلسطينية ومسؤولي التعليم العالي إلى تعزيز التعاون وإقامة الشراكات والتبادلات الطلابية بما يشمل مجالات تطوير جودة التعليم والمناهج والتمكين في اللغة الإنجليزية وبناء القدرات في التدريس، والابتكار، وغيرها.
وفي كلمته، عبر إشتية عن سعادته بزيارة وفد الجامعات البريطانية لفلسطين، وأشاد ببرنامج منحة التعليم العالي الفلسطينية (HESPAL)، قائلاً "نثمن الدعم البريطاني لفلسطين على صعيد العديد من القطاعات، وسندعم استمرارية هذا البرنامج، وقد وفرنا له الدعم مؤخرا من قبل الصناديق العربية".
كما أشار إلى أن الميزة التنافسية للفلسطينيين كانت وما زالت هي التعليم، فبعد النكبة أصبحت استراتيجية البقاء للفلسطينيين هي التعليم، ونحن الآن لدينا أعلى نسبة خريجي جامعات في المنطقة، منوهاً بأن الفلسطينيين يتطلعون دوماً نحو المستقبل.
إلى ذلك، أشار أبو مويس إلى دور المجلس الثقافي البريطاني في تعزيز العلاقات الثقافية بين فلسطين والمملكة المتحدة، مشيداً ببرنامج منح التعليم العالي (HESPAL) الذي أسهم في تعزيز معايير الجودة الدولية في الجامعات الفلسطينية وتطوير روابط مستدامة مع الجامعات في المملكة المتحدة.
فيما تحدث البروفيسور ستيف سميث، نائب رئيس جامعة إكستر البريطانية عن برنامج منحة (HESPAL) وأهميته وأثره الحقيقي على المجتمع الأكاديمي وفي تعزيز العلاقات بين الجامعات البريطانية والفلسطينية، مشيراً إلى أن البرنامج مثال رائع في بناء القدرات للأكاديميين الفلسطينيين وتطوير جودة التعليم العالي.
وكان مدير المجلس الثقافي البريطاني في فلسطين، مارتن دالتري رحب بوفد التعليم العالي من المملكة المتحدة، منوهاً بأن هذه الزيارة تهدف إلى مناقشة وتعزيز التعاون البريطاني الفلسطيني، قائلاً إن هذه الزيارة فرصة مهمة لمناقشة وتبادل الأفكار والرؤى المختلفة حول كيفية تطوير برنامج (HESPAL) بالرغم من التحديات الحقيقية والكبيرة التي نواجهها في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وكذلك بحث كيف يمكننا العمل معاً على تعزيز التبادل بين المملكة المتحدة والفلسطينيين ليصب في صالح شبابنا ومجتمعاتنا واقتصاداتنا.
وأوضح دالتري بأن برنامج منح التعليم العالي الفلسطينية (HESPAL) الذي طوره المجلس الثقافي البريطاني هو إنجاز كبير، وهو أكبر برنامج للمنح الدراسية من المملكة المتحدة للفلسطينيين والأول من نوعه في الأراضي الفلسطينية المحتلة، مبيناً بأن البرنامج يشكل نموذجاً للشراكة الفلسطينية البريطانية، فقد حقق البرنامج حتى الآن الإستفادة لــ 200 خريج وخريجة من مختلف التخصصات في الجامعات الفلسطينية.
ولفت دالتري إلى أن برنامج (HESPAL) يهدف إلى إنشاء وتعزيز قدرات الجيل القادم من كبار الأكاديميين للحفاظ على معايير الجودة الدولية في التعليم العالي إلى جانب تطوير روابط مستدامة بين الجامعات الفلسطينية والبريطانية. كما شدد على الإلتزام بتطوير البرنامج وإستمرار العمل عليه مع كافة الشركاء لتعزيز وتوسيع خططنا والبحث عن طرق للاستفادة والابتكار، إضافة إلى تطوير وتعزيز شبكة خريجي "هيسبال" كقوة متزايدة الأهمية إلى جانب مشاركة نظرائهم من خريجي المملكة المتحدة.
وبين دالتري أن برنامج (HESPAL) مُخصص لمنح الماجستير والدكتوراة بهدف تطوير أعضاء هيئة التدريس في الجامعات الفلسطينية، لافتاً إلى أن الجامعات الفلسطينية تقوم بتنسيب مرشحيها من أعضاء هيئة التدريس الشباب لديها، فيما يتم الإختيار من جامعات المملكة المتحدة التي تعفيهم من الرسوم الدراسية، موضحاً بأن هناك 30 جامعة بريطانية شريكة في البرنامج. وبين بأن هناك مجموعة من الشركاء السخيين يشاركون في تمويل البرنامج؛ كاالصندوق العربي للتنمية الاقتصادية والاجتماعية ومؤسسة Pears ووزارة التعليم في المملكة المتحدة بالإضافة إلى شركاء آخرين على مر السنين.
من جانبه، أعرب مستشار الصندوق العربي للإنماء الاقتصادي والاجتماعي سمير جراد عن اعتزاز الصندوق العربي بالعلاقة التي تربطه مع المجلس الثقافي البريطاني في دعم التعليم العالي في فلسطين، نظراً لدوره المتميز في تنفيذ برنامج التعليم العالي للطلبة الفلسطينيين في الجامعات البريطانية ولرفد الجامعات الفلسطينية بالكفاءات التعليمية، مؤكداً على تطلعات الصندوق إلى المزيد من التعاون مع المجلس الثقافي البريطاني لتعزيز هذه العلاقة ودعم المؤسسات التعليمية والجامعات بالكوادر التعليمية المتخصصة لخدمة أهداف وتطلعات النهضة التعليمية في فلسطين.
وأشار جراد الى أن الصندوق العربي قدم التمويل لهذا البرنامج الذي بلغ مجمل الالتزامات نحوه منذ عام 2011 وحتى نهاية عام 2019 حوالي 3 مليون دولار أمريكي استفاد منه حوالي 100 طالباً، بما يشمل تغطية مصاريف الإعاشة والسفر للطلبة المبتعثين، بينما وفرت الجامعات البريطانية لهم فرص الالتحاق بها بلا مقابل".
يذكر أن المجلس الثقافي البريطاني هو المنظمة الدولية للعلاقات الثقافية والفرص التعليمية في المملكة المتحدة. تعمل مع أكثر من 100 دولة في مجالات الفنون والثقافة، اللغة الإنجليزية، التعليم والمجتمع المدني.
في العام الماضي وصلت إلى أكثر من 65 مليون شخص مباشرة و731 مليون شخص عموما بما في ذلك عبر شبكة الانترنت، والبث والمنشورات.
تساهم المنظمة ايجابياً في الدول التي تعمل معها - تغيير الحياة من خلال خلق الفرص، وبناء الروابط وتوليد الثقة.
وتأسس المجلس الثقافي البريطاني عام 1934 وهو مؤسسة خيرية في المملكة المتحدة، يحكمها الميثاق الملكي والهيئة العامة في المملكة المتحدة. وتتلقى منحة تمويل أساسية بنسبة 15 في المائة من حكومة المملكة المتحدة.