اسطنبول –أخبار المال والأعمال-أجرى وزير الاقتصاد الوطني خالد العسيلي سلسلة من اللقاءات والمشاورات مع عدد من المسؤولين الأتراك والوفود المشاركة في الاجتماع الوزاري للجنة التجارية والاقتصادية للدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي "الكومسيك" التي استمرت أعماله لمدة أربعة ايّام بمشاركة دولة فلسطين.
ووضع العسيلي نائب الرئيس التركي فؤاد اقطاي بصورة الأوضاع في فلسطين والتعاون القائم بين البلدين وأهمية قيام رجال الأعمال الأتراك بالاستثمار في فلسطين وخاصة في منطقة جنين الصناعية، لما فيه من مصلحة مشتركة للطرفين، بالإضافة إلى تقديم مزيد من الدعم للاقتصاد الفلسطيني لتمكينه من الصمود أمام الإجراءات الإسرائيلية والأميركية الهادفة إلى تصفية القضية الفلسطينية.
بدوره، أكد نائب الرئيس التركي على مواقف بلاده الراسخة في دعم دولة فلسطين سياسيا وماليا، واهتمام الجانب التركي بكل ما يخص الشأن الفلسطيني، واعدا بالتدخل متى لزم الأمر عند كافة الجهات التركية لتقديم كافة التسهيلات للجانب الفلسطيني لتعزيز اقتصاده ومساعدته على الصمود أمام كافة الضغوطات التي تمارس ضده حتى نيل استقلاله.
رفع كوتة إعفاء التمور
كما التقى العسيلي مع وزيرة التجارة التركية رهصار بيكجان، وبحثا مجالات التعاون الاقتصادية والتجارية بين البلدين وإمكانيات تطويرها.
ووعدت الوزيرة التركية بتقديم كافة التسهيلات اللازمة لتعزيز العلاقات التجارية والاقتصادية بين البلدين، مؤكدةً التزام تركيا بتقديم المساعدات لفلسطين، كما سيتم وبالتعاون مع كافة الشركاء في الحكومة التركية خاصة وزارتي الزراعة والصناعة فيما يخص رفع كوتة التمور لتصبح 3 آلاف طن سنويا بدلا من ألف طن حالياً.
وأكدت الوزيرة على تسهيل دخول المنتجات الزراعية وتقديم المساعدات الفنية التي سيطلبها الجانب الفلسطيني ذات الصلة بالتجربة التركية في مجالات دخول المنتجات الفلسطينية الى الأسواق العالمية والتعبئة والتغليف والمواصفات والمقاييس وإدارة وتطوير المناطق الصناعية.
وبحثا التحضيرات الجارية لعقد اجتماع اللجنة الفلسطينية التركية المشتركة وجدول أعمالها، المقرر عقدها يومي 8-9 كانون الثاني 2020 في مدينة أنقرة التركية.
كما التقى العسيلي مع وزير التجارة والصناعة والتموين الأردني طارق الحموري، وبحثا السبل الكفيلة بتعزيز التبادل التجاري وسهولة انسياب السلع والمنتجات وإزالة آية عقبات تعترضها.
تسريع وتيرة العمل في مشروع مدينة جنين الصناعية
من ناحية أخرى، بحث العسيلي مع رئيس الاتحاد العام للغرف التجارية التركية رفعت حصار أوغلو، آخر تطورات ومستجدات مشروع مدينة جنين الصناعية والتقدم الحاصل في المشروع الذي يتولى أعمال تطويره شركة تابعة للاتحاد.
ووعد رئيس الاتحاد بتسريع العمل في المنطقة وتشجيع المصنّعين الأتراك على إنشاء مصانع في المدينة.
بدوره، طالب العسيلي من رئيس الاتحاد بالعمل مع الحكومة التركية لدعم رفع كوتة التمور من ألف طن سنوياً إلى ثلاثة آلاف طن سنويا، وتعزيز حماية المنتجات الفلسطينية من التمور من خلال عدم السماح لمنتجات المستوطنات الإسرائيلية من الدخول إلى السوق التركي.
وأكد الاتحاد العام للغرف التجارية التركية مواصلة العمل مع الحكومة التركية للسماح بتخفيف القيود على المنتجات الزراعية الفلسطينية بشكل عام عند دخولها الأسواق التركية.
دعم مشاريع تنموية مستقبلية
في ذات السياق، عقد العسيلي اجتماعا مع رئيس مجموعة البنك الإسلامي للتنمية بندر الحجار، حيث هنأ الأخير الوزير العسيلي بالاتفاق الذي تم ما بين البنك الإسلامي للتنمية والبنك الأوروبي للاستثمار للبدء بإنشاء محطة تحلية المياه في بحر غزة.
واستعرض العسيلي خلال الاجتماع خطط الحكومة للنهوض بالاقتصاد الفلسطيني وتعزيز حصة المنتج الوطني في السوق المحلي، والجهود المبذولة لزيادة الصادرات الفلسطينية، بالإضافة إلى رؤية الحكومة في تحقيق الانفكاك عن الاقتصاد الإسرائيلي واستبدال المنتجات الإسرائيلية بمنتجات فلسطينية وإسلامية وعربية.
وطالب العسيلي البنك بمزيد من التدخلات المالية والمساعدات لتمكين الحكومة من تنفيذ خططها الخاصة بدعم المنتج الوطني وتحديث وتطوير الصناعة. كما تم التباحث بشكل مكثف حول الأوضاع في مدينة القدس وضرورة تنفيذ عدد من المشاريع لدعم سكانها ولتمكينهم من الصمود أمام الإجراءات التعسفية الإسرائيلية التي تهدف إلى الضغط عليهم لدفعهم إلى الرحيل.
بدوره، أكد رئيس البنك التزام البنك بدعم دولة فلسطين كتوجه راسخ في أعماله، واتفقا في نهاية الاجتماع على أن تقوم دولة فلسطين بتقديم عدد من المشاريع والمبادرات للبنك لدراستها والعمل على تنفيذ كل ما يتوافق مع سياسات البنك.
المشاركة في المؤتمر العربي الأول للاستثمار في دولة فلسطين
من ناحية أخرى، اطلع العسيلي، اتحاد رجال الأعمال الفلسطيني التركي خلال لقاء عقد بمدينة إسطنبول بحضور سفير دولة فلسطين لدى تركيا فائد مصطفى وأكثر من 50 رجل أعمال ورؤساء المؤسسات والهيئات الفلسطينية، على آخر التطورات السياسية والاقتصادية وخطة الحكومة الفلسطينية لتعزيز الاقتصاد الوطني وحماية المنتجات الفلسطينية وزيادة حصتها في السوق المحلي وزيادة الصادرات الفلسطينية.
واستعرض العسيلي خلال اللقاء الجهود المبذولة لإنجاز ملف المناطق الصناعية وتحسين البيئة التشريعية الناظمة للاقتصاد الوطني وتوفير بيئة أعمال محفزة على الاستثمار، بالإضافة إلى مشاريع ومبادرات ريادية، لافتاً إلى قرب إنجاز قانون عصري للشركات، علاوةً على تخطيط الوزارة بالتعاون مع هيئة تشجيع الاستثمار الفلسطينية لتنظيم مؤتمرات للاستثمار خلال العام المقبل.
وبين العسيلي للمشاركين الترتيبات الجارية لتنظيم المؤتمر العربي الأول للاستثمار في دولة فلسطين المقرر عقده في القاهرة برعاية مجلس الوحدة الاقتصادية العربية والاتحاد العربي للاستثمار والتطوير العقاري، حاثاً الاتحاد ورجال الأعمال إلى المشاركة الفاعلة في هذا المؤتمر لدعم الاستثمار العربي والعالمي داخل فلسطين للتخلص من التبعية الاقتصادية.
شركات فلسطينية تعرض منتجاتها في معرض "إكسبو حلال 2019"
كما دعا وزير الاقتصاد الوطني خلال مشاركته في افتتاح النسخة السابعة من معرض "إكسبو حلال 2019"، بمركز أوراسيا للفنون في منطقة يني كابي بولاية إسطنبول، الشركات التركية إلى منح نظرائهم الفلسطينيين وكالات مباشرة، علاوة على إقامة شركات استثمارية مع نظرائهم الفلسطينيين.
ويقام المعرض، الذي يستمر حتى الأول من كانون الأول المقبل، برعاية من الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، ومن تنظيم شركة "ديسكفر" للمعارض والمؤتمرات، بالتعاون مع المركز الإسلامي لتطوير التجارة، ومعهد المقاييس والمعايير للدول الإسلامية وبدعم من وزارة التجارة التركية.
ويشارك في المعرض نحو 30 دولة من مختلف أنحاء العالم، وأكثر من 300 شركة مختصة في منتوجات الحلال بقطاعات متنوعة، سياحة، صحة، التغذية، والجمال ومستحضرات التجميل، وملابس الحلال.
وقال العسيلي في كلمته خلال المعرض: "نعمل على إحلال المنتجات الفلسطينية مكان المنتجات الإسرائيلية، خاصة التي يتوفر لها بديل فلسطيني، والعمل على الاستيراد المباشر لمنتجات عربية وإسلامية، الأمر الذي يستدعي من شركائنا دعم استراتيجيتنا في الانفكاك عن اقتصاد الاحتلال وتقوية اقتصادنا عبر استراتيجية الحكومة التنمية بالعناقيد.
وبين العسيلي الفرص الاستثمارية المتاحة في القطاعات الإنتاجية، والجهود التي تبذل لتطوير الاقتصاد الفلسطيني وتعزيز صمود المواطنين أمام سياسات وإجراءات الاحتلال الإسرائيلي، مشدداً على أهمية دعم مدينة القدس، والاستثمار بها في ظل ما تتعرض له من عمليات تهويد في مختلف المجالات.
وأكد العسيلي على أهمية المشاركة في هذا المعرض التي تعكس القدرة التنافسية للمنتجات الفلسطينية، وهي خطة مهمة في الترويج للمنتجات الوطنية في الوصول إلى مزيد من الأسواق الدولية، لافتاً إلى مجموعة المعارض الدولية التي تنظمها وزارة الاقتصاد الوطني بالتعاون مع شركائها بما يمكّن من زيادة الصادرات الوطنية.
وتشارك في هذه الدورة ست شركات فلسطينية تعمل في مجال التمور ومنتجات البحر الميت والصابون الفلسطيني والزيوت العطرية والزعتر والزيت والمخللات، والشركات المشاركة هي: قطاف للاستثمار والتسويق الزراعي، الحثناوي التجارية، مصنع مايا لمستحضرات التجميل، لاميكو التجارية، وصبا لصناعة الصابون.
وتأتي هذه المشاركة استكمالًا وتواصلًا لسياسة مركز التجارة الفلسطيني -بال تريد، في الترويج والمساندة في فتح الأسواق أمام المنتجات الفلسطينية في الأسواق العربية والإسلامية والدولية، وزيادة حجم الصادرات من خلال المشاركة في مثل هذه المعارض.
