قلقيلية-وفا-ميساء عمر-يمضي المزارعون في محافظة قلقيلية نحو تنويع محاصيلهم الزراعية، عبر زراعة أنواع مختلفة من الخضروات والفواكه، وأبرزها فاكهة الجوافة التي تأتي بالمرتبة الأولى، وتليها الأفوكادو، التي أصبحت تشكل موردا اقتصاديا مهماً ومجدياً.
وحسب المزارع عبد الملك أبو خضر من مدينة قلقيلية، فإن نجاح تجربة انتاج فاكهة الأفوكادو يكمن في قدرة القائمين على معرفة أسرار زراعتها، الذي يحتاج الى رعاية وعناية خاصة بها، طوال العام، فسعر الكيلو منها لا يقل عن 10 شواقل، وما يقارب 70% من انتاج المحافظة يتم تصديره للخارج.
ويضيف: يتراوح شكل الثمرة ما بين المستدير إلى الكمثري، كما يتفاوت حجمها بين الكبير، والصغير، و لونها حسب الصنف من أخضر إلى أحمر إلى أسود، وأنواعها المشتهرة بها، هي: فيورتي، وهاس، وبنكرتون، والتنجر".
ويقول المزارع رامي الجدع من قرية حبلة جنوب قلقيلية، إن أهم ما يميز الأفوكادو سهولة زراعتها، ويمكن زراعتها بطريقتين: إما بذرة، بغسلها وتنظيفها ثم وضعها بالماء بواسطة مثبتات يتم شراؤها من المشاتل الزراعية، ويجب الحرص في هذه الحالة أن يبقى الجذر دائمًا في الماء بينما يبقى الرأس جافًا تمامًا، أو بشرائها شجيرة وزراعتها بالتربة مباشرة، وأنسب فترة لغرسها تتم من شهر نيسان إلى شهر أيلول لتفادي ارتفاع درجات حرارة فصل الصيف، والتسبب في ذبولها.
صاحب محل لبيع الخضار والفواكه محمد ابو حليمة يقول لـ"وفا"، أن الموسم الزراعي الحالي هو الأفضل مقارنة بالسنوات الماضية، سواء من ناحية الانتاج، أو الجودة، أو المذاق.
وتابع: لا تكاد تخلو جوانب طرقات قلقيلية والمحافظات الأخرى من باعة يصدحون بأصوات عالية "افوكادو يا قلقيلية".
وعزا ابو حليمة نجاح زراعتها إلى الظروف الجوية والمناخية لقلقيلية من أجواء حارة، ورطوبة مرتفعة، وتربة خصبة ومياه وفيرة.
من جانبه، قال مدير دائرة الخدمات في مديرية زراعة قلقيلية ظافر سلحب لـ"وفا"، إن موسم الأفوكادو يوفر فرص عمل للعشرات، سواء الذين يعملون في زراعته، والحفاظ عليه، أو الذين يبيعونه، في الأسواق وعلى الطرقات، فالمساحة المزروعة بالأفوكادو في المحافظة تقدر بـ 2200 دونم، والدونم الواحد من شجر الأفوكادو ينتج ما بين 5-6 أطنان في الموسم الواحد.
وتطرق سلحب الى تكلفة زراعة الدونم، بقوله: تبلغ تكلفة زراعة الدونم الواحد من الأفوكادو ما يقارب " 8700 شيقل"، موزعة "1200 شيقل" شبكة الري، و"2000 مياه"، و"2500 عمالة"، و"2000 شيقل" أشتال، و"1000 شيقل"، أسمدة ومستلزمات".
مدير غرفة تجارة وصناعة محافظة قلقيلية محمد قطقط أشار إلى أن إجمالي صادرات قلقيلية من الأفوكادو بلغت إلى الآن ما يقرب 70 طنا منذ بداية التصدير في يناير/كانون الثاني الماضي وحتى 14 من الشهر الجاري، مقارنة بالعام الماضي إذ بلغت 27 طنا فقط.
ويبين قطقط أن محافظتي قلقيلية وطولكرم تنفردان بانتاج ثمرة الأفوكادو، فقلقيلية تنتج 9 آلاف طن سنويا، ومن المتوقع زيادة الانتاج مع نهاية الموسم الحالي.
بدوره، بين مدير زراعة طولكرم سمير سمارة لـ"وفا"، أن المساحة المزروعة بأشجار الأفوكادو المثمرة في طولكرم تبلغ 450 دونما، ومساحة غير المثمرة 300 دونم، بينما تبلغ كمية التصدير 15 طنا سنويا، مشيرا إلى أن زراعة الأفوكادو تتركز في منطقة الشعراوية، ومدينة طولكرم، وقرية فرعون بالمحافظة.
ويعود الموطن الأصلي لثمار الأفوكادو الى دول أمريكا الاستوائية، وانتقلت بعدها الى دول أوروبا، واستراليا، وما يميزها فضلا على أنها ثمار أجاصية الشكل، مذاقها الحلو المميز، الذي يرغبه الكبار والصغار، حسب اخصائية التغذية في قلقيلية ميس حردان.
وتضيف: تحتوي فاكهة الأفوكادو على قيمة غذائية عالية، حيث تحتوي على العديد من العناصر الغذائيّة والفيتامينات والعناصر المعدنيّة والبروتينات التي تعزز من صحة العضلات والجهاز المناعي".