رام الله-أخبار المال والأعمال-قال وزير الحكم المحلي مجدي الصالح، إن فلسطين تملك كل مقومات تطوير عنقود تكنولوجيا المعلومات على الرغم من المعيقات التي يضعها الاحتلال في منعنا من الحصول على الجيلين الرابع والخامس في الاتصالات".
وأشار الصالح خلال افتتاحه، ممثلا عن رئيس الوزراء محمد اشتية، اليوم الثلاثاء، المؤتمر السنوي السادس للهندسة والمساحة في فلسطين، تحت شعار "الهندسة نحو فلسطين ذكية في عصر المعلومات والبيانات الضخمة"، إلى أن لدينا قطاعات خاصة وفاعلة في هذا الاتجاه، وكوادر وكفاءات بشرية، وجامعات متطورة، وخبرة عالمية، وشعب متطور ومنفتح على استخدام التكنولوجيا وتطبيقاتها.
وأضاف، ان الحكومة عازمة ولديها الخطط لخلق بيئة محفزة للإبداع، وان تكون حاضنة حقيقية للتفاعل المبدع بين كل هذه الموارد.
ونظمت المؤتمر مجموعة اكسيس للحلول الذكية، بالتعاون مع مجموعة من الوزارات والهيئات المحلية والجامعات والنقابات والمؤسسات، وبحضور وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات اسحق سدر، ووزير الأشغال العامة والإسكان محمد زيارة، ووزير الريادة والتمكين أسامة السعداوي، ورئيس هيئة تسوية الأراضي والمياه الوزير موسى شكارنة، ونقيب المهندسين جلال الدبيك، ونقيب المسّاحين جبر رجب، ومدير عام مجموعة اكسيس سلامة العواودة، وعدد من المهندسين والمسّاحين وأساتذة وطلاب الجامعات.
ونقل الصالح تحيات رئيس الوزراء والحكومة الفلسطينية للقائمين على المؤتمر، معربا عن تقديره للجنة التحضيرية للمؤتمر وكافة الشركاء وأسرة مجموعة اكسيس على رعايتهم لهذا الحدث العلمي الهام.
وقال إن "طبيعة هذا المؤتمر وموضوعاته الخاصة بالاقتصاد الرقمي وتكنولوجيا المعلومات ومعالجة البيانات الضخمة، يأتي ضمن توجهات الحكومة ورؤيتها المحددة في قطاع تكنولوجيا المعلومات والتنمية بشكل عام"، موضحا أن الحكومة أخذت على عاتقها تحقيق النهوض الوطني العام وإحداث تنمية شاملة في كل القطاعات، من أجل خدمة المواطنين وتعزيز صمودهم.
ولفت إلى تبني الحكومة مفهوم العناقيد التنموية بهدف استنهاض واستغلال كل قطاع وكل منطقة جغرافية بمواردها ذات الميزة النسبية، واطلاق الطاقات والموارد البشرية الكامنة في كل القطاعات.
وأضاف: "ضمن هذه الرؤية، فقد فعلت الحكومة وطورت الأطر التشريعية الكفيلة بتطوير استخدامات التكنولوجيا لأغراض التنمية والخدمات، ووضعت على عاتقها الوصول إلى حكومة إلكترونية ذكية، وتقود عملية تطوير البلديات الالكترونية والمدن الذكية".
وبيّن الصالح أن وزارة الحكم المحلي وبدعم من الحكومة، طورت نظاما لـ"الجيومول"، كأول وأضخم تجربة على المستويين الوطني والعربي في قطاع المحتوى الخرائطي، كما يتم حاليا تنفيذ مشروع إنشاء البنية التحتية للمعلومات الجيومكانية، الذي سيفضي إلى ربط كافة المؤسسات المنتجة للمعلومات الجيومكانية بقواعد بيانات "جيومول"، دون الحاجة إلى نقلها من المصدر بالطرق التقليدية لغاية القيام بأعمال البحث والتحديث.
وأكد أن المشروع سيضمن تحديد جهات الاختصاص الرسمية التي ستتولى متابعة جميع ما يتعلق بالخرائط التي تقع في إطار مسؤولياتها.
وأشار الصالح إلى أن الحكومة تهدف إلى خلق فضاءات جديدة ورحبة أمام هذا القطاع من أجل الإبداع والتطوير، وكل ذلك لن يتم دون التفاعل الكبير والشراكة بين كل مكونات هذا القطاع، مؤكدا أن الحكومة
وتطلع إلى العمل مع الجميع في هذا القطاع لنكون جزءا من منظومة منتجي التكنولوجيا وتطبيقاتها وليس مستهلكيها.
وأوضح: "هذا ليس حلما أو قفزا بالهواء، فلدينا كل الكفاءات القادرة، ولكن بحاجة إلى مزيد من الإرادة والتكاتف والتعاون لنسير في هذا الطريق، ولدينا أيضا الكثير من المبادرات المختلفة من شباب واعد استطاع تطوير تطبيقات مختلفة ومفيدة وهي بحاجة إلى حواضن قادرة على تنميتها وتطويرها".
ودعا الصالح شركات القطاع الخاص في التكنولوجيا والبرمجة والمعلومات إلى توجيه جزء من الاستثمار في البحث والتطوير التكنولوجي بالتعاون مع الجامعات والكفاءات الشابة، مؤكدا أن الحكومة جاهزة لإقرار إعفاءات ضريبية وحزم تشجيعية لهذا الاستثمار، مشيرا إلى أن "التغيرات السياسية والاقتصادية العالمية ودخول العالم في صراعات مصالح اقتصادية كبيرة ومحاولات احتكار التكنولوجيا، فإن الشعوب التي لا تملك الإرادة والرؤية والثقة بأبنائها وإمكانياتهم ستكون وقودا رخيصا لهذه الصراعات ولن تجني سوى التخلف والفقر والبطالة والاستبداد".
وأضاف: "يجب أن يكون قرارانا، وهو كذلك، بالاعتماد على الذات والثقة بإمكانياتنا وقدرة أبناء شعبنا وكفاءاته على النهوض والتقدم وانتزاع الحياة من آلة الموت الاحتلالية، هذه رسالة الحكومة والقيادة لكم".
من جانبه، قال سدر إن أهمية المؤتمر تكمن في تطوير العمل الهندسي بشكل عام وهندسة المساحة بشكل خاص، ما ينعكس إيجابا على عملية التخطيط العمراني والبنية التحتية في التجمعات الحضرية وفي جميع المناطق السكانية في فلسطين، وصولا إلى المدن المستدامة والذكية القادرة على الصمود، موضحا أن هذا يتطلب التعاون والتنسيق بين كافة الشركاء في القطاعين العام والخاص، وفي القطاع الأكاديمي، لرسم خطط استراتيجية كاملة وشاملة، وإنشاء برامج تتعلق بضبط الجودة.
وقال سدر: "باستخدام التقنيات الحديثة سيتم التنبؤ بالتخطيط، والحصول على معلومات وربطها ببعضها البعض من خلال تقنيات وبرامج مختلفة، يكون الذكاء الاصطناعي جزءا منها"، مضيفا ان وزارة الاتصالات وبالشراكة مع شركات الاتصالات والمزودة للإنترنت في فلسطين أعدت بنية تحتية تتناسب مع المتطلبات التي تحتاجها هذه التقنيات وتقوم بتطويرها بشكل دائم وتدرس وضع سياسات تسهل من خلالها وصول التطبيقات الحديثة إلى المستخدمين.
وتابع: "نشهد كل عام أن القطاع الخاص يواكب التكنولوجيا الحديثة وما توصلت إليه آخر التطبيقات، ويتم الحديث من خلال خبراء محليين ودوليين في هذا المضمار، فيما أن قطاع المساحة من القطاعات الهامة جدا وأحد أعمدة التنمية الذي من خلاله يتم ضمان الملكيات المختلفة، ووضع الامكانيات لعملية التخطيط المستقبلي لدولة فلسطين".
ولفت سدر إلى أن هذه التقنيات تضع الخبراء الفلسطينيين على قدم وساق مع الخبراء في العالم، كما تطمح الوزارة بأن تستمر هذه الشراكات حتى يتم انتاج كل ما هو مردود على القطاع الأكاديمي والهندسي والقطاع العام.
وقال: "اتساقا مع الجهود المبذولة من كافة الشركاء، فإننا في وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات في طريقنا نحو انترنت الأشياء والبيانات الضخمة، ونعمل على تأسيس بنية تحتية قوية ومرنة للنهوض بقطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات في فلسطين"، مشيرا إلى أن العالم التقني في تسارع مستمر والتقنية تعد مؤشرا على نمو الدولة، ويجب علينا مواكبة هذه التكنولوجيا الحديثة وتطبيق اللازم منها في دولة فلسطين، بالإضافة إلى وضع السياسات التنظيمية وتوفير البنية التحتية اللازمة للتكنولوجيا الناشئة.
بدوره، قال زيارة إن العمل الهندسي والمساحي يشكّل الركيزة الأساسية في عمل وزارة الأشغال العامة والإسكان، موضحا أن المدن الذكية المستدامة تسعى إلى الاستثمار في التكنولوجيا لتحفيز النمو الاقتصادي وتعزيز التقدم الاجتماعي وتحسين الظروف البيئية.
وأضاف: "كل ذلك يمثل تحديا اقتصاديا وسياسيا، فالتوجه نحو الثورات الصناعية والتي تعتمد على التكنولوجيا الرقمية وذلك استعدادا لحقبة البيانات الضخمة وبزوغ عصر المدن الذكية وتزايد الاعتماد على انترنت الأشياء والذكاء الاصطناعي سيشكل قاطرة المستقبل وسيحدث نقلة نوعية في البنية التحتية للتقنيات وسيعيد الدور المحوري للشبكات في صياغة مستقبل التكنولوجيا الرقمية".
وتابع: "مواكبة متطلبات الأعمال الحديثة، يتطلب بأن تكون شبكات المستقبل أكثر ذكاءً وأمناً وأكثر سهولة ونفعاً وقيمة ومحاكاة للمواطنين".
ودعا زيارة إلى تحويل التحديات التي تواجه تطبيق الثورة الصناعية القادمة إلى فرص من خلال بناء الحلول والخدمات وفقا للاحتياجات الفعلية لجيل المستقبل.
من جهته، أكد شكارنة أهمية هذا المؤتمر الذي ينتظره جميع العاملين في مهنة المساحة والهندسة من أجل الوقوف على آخر التطورات العلمية والتقنية في مجال عملهم، مشيرا إلى حاجة شعبنا الفلسطيني إلى الاطلاع على هذه العلوم المتسارعة ومواكبة التطور باستمرار.
ولفت شكارنة إلى أن نتائج المؤتمر ستنعكس إيجاباً على عمل هيئة التسوية وسلطة الأراضي من حيث سرعة الإنجاز ودقة المخرجات، متمنياً من الجميع المشاركة الفاعلة في الأعمال والجلسات.
وقال: "قطاع الأراضي له أهمية كبيرة، لأن الأرض هي الأساس وجوهر الصراع"، مؤكدا اهتمام القيادة الفلسطينية والحكومة بهذا القطاع وكل ما يرتبط به في مجالي الهندسة والمساحة.
وأشار شكارنة إلى أن سلطة الأراضي عملت على إعداد نظام حديث للمساحة يواكب أحدث التطورات بالتعاون مع نقابة المهندسين والجهات المختصة، ستتم مناقشته قريبا في مجلس الوزراء لإقراره والعمل بموجبه، بالإضافة إلى العمل على تحديث شبكة المساحة بالاستناد إلى النقاط المرجعية الفلسطينية القديمة، مع الأخذ بالميراث العلمي والثقافي لهذه الشبكة وبالتوازي مع التطورات والتحديثات في هذه العلوم.
ولفت إلى أن العمل في قطاع الأراضي في فلسطين يتقدم باستمرار. وقال: "نحن على أبواب الإعلان عن مليون دونم مكتملة أعمال التسوية قبل نهاية العام، كما أن أعمال المساحة فاقت مليون ونصف دونم".
وأضاف: "سنحتفل قريبا بفلسطين مكتملة التسوية، ونحن بحاجة لجهود الجميع وآخر التطورات العلمية والتقنية للوصول إلى أفضل المخرجات".
من ناحيته، قال الدبيك إن نقابة المهندسين تعمل وفق خطة استراتيجية شاملة ومتكاملة استنادا لرؤية النقابة ورسالتها وأهدافها المتمثلة في نقابة مهنية وطنية ريادية، حاضرة محليا وعربيا ودوليا، كما نعمل على تنظيم المهنة وتطوير تطوير إمكانيات المهندسين من الناحية العملية والمهنية والاقتصادية والاجتماعية، وفي نفس الوقت تعمل النقابة على تنظيم العمل مع القطاعات الأخرى ذات العلاقة بالعمل الهندسي".
وأشار إلى أن نقابة المهندسين بدأت هذا العام برنامج بناء القدرات الذي يتعلق ببرامج متقدمة في ضبط الجودة، حيث إن إحدى هذه البرامج له علاقة بالجانب الهندسي باعتباره استثمارا وليس تكلفة، لافتا إلى أن النقابة توجهت نحو الصناعات والقطاع الخاص من أجل تنظيم العمل الهندسي فيهما، ضمن المواصفات والتعليمات الفنية الإلزامية.
وأضاف: "سيشهد العام المقبل دخول الأتمتة الشاملة في نقابة المهندسين من خلال عدة برامج ومجالات، ووفق الخطة الاستراتيجية التي اعتمدتها النقابة، سنعمل بالتنسيق مع شركائنا في الوزارات والمؤسسات الحكومية على قاعدة التشبيك والتكامل بين هذه المؤسسات للمساهمة في تحقيق متطلبات اللازمة للثورة الصناعة الرابعة، والتي نطلق عليها اسم الذكاء الاصطناعي".
وأوضح: "خلال العام المقبل سيتم تحويل ملفات تصميم المباني بشكل تدريجي لتصبح الكترونية، والتدقيق عليها سيصبح الكترونيا أيضا، وسترسل إلى البلديات والدفاع المدني وجميع الوزارات، حيث إن ذلك سيكون الخطوة الأولى من أجل الوصول إلى منصة وطنية الكترونية، نساهم فيها كنقابة مهندسين مع المؤسسات الأخرى في تطوير إمكانيات الدولة وجمع قاعدة البيانات اللازمة"، مؤكدا أن استخدام أجهزة المساحة الدقيقة وتطبيقاتها الرقمية تساعد بشكل كبير على تحديد الأبعاد اللازمة سواء كانت للمباني أو البنى التحتية وانتاج المخططات اللازمة لذلك.
بدوره، أكد رجب أهمية المؤتمر في تعريف المساحين بكل ما هو جديد ومتطور في عالم المساحة، مشيرا إلى أن التطورات التي طرأت على مهنة المساحة في السنوات الأخيرة وإدخال التكنولوجيا الجديدة ساعدت في تطوير المهنة والعاملين بها.
ودعا رجب كافة الجهات إلى وقف كل محاولات المساس بالمساحين ومهنة المساحة، مطالبا وزارة الحكم المحلي بتكثيف الرقابة على كافة الأعمال والمشاريع المرتبطة بمهنة المساحة.
من جانبه، قال عواودة إن المؤتمر يأتي بالتزامن مع الذكرى العاشرة لتأسيس مجموعة اكسيس لأجهزة المساحة والحلول الذكية، معربا عن سعادة أسرة المجموعة برعاية هذا المؤتمر.
وقال: "إن جمهور المساحة والمهندسين لم يتوقعوا في العقود الماضية الوصول إلى مثل هذه التكنولوجيا والتطورات الأخيرة في الحلول الهندسية والمساحية، حيث نشهد اليوم تحديثات هندسية متقدمة وواسعة، تفتح مجالات جديدة لم تكن معهودة، كما يسهم التطور التكنولوجي في تطوير مجالات عمل وانتاج جديدة تمكن المهندسين من الانخراط بها وقيادتها، ورفد مساهمات جديدة وعديدة تمكن المساحين والمهندسين العمل فيها والانخراط بها".
وأضاف: "نحن نشهد مجالات عمل وانتاج وعوالم ومضامين جديدة مثل المدن الذكية ومنظومات GIS متقدمة والمساحة التفصيلية وسيارات ذاتية القيادة وطيارات من دون طيار وغيرها"، مشيرا إلى أن صندوق الأدوات لدى المهندس يتوسع ويتطور ويوفر حلولاً شاملة، من خلال العديد من البرامج التي تمكننا من انتاج مخرجات هندسية ومساحية دقيقة، مفصلة ثلاثية الأبعاد".
وشهد المؤتمر محاضرات حول "التكامل بين تطور تكنولوجيا المساحة وبناء الأنظمة الالكترونية لإدارة المحتوى الخرائطي، و"تقنية المسح ثلاثي الأبعاد"، و"البيانات الضخمة"، و"قواعد بيانات التسوية"، و"طبقة بيانات الأراضي والنقاط المرجعية في سلطة الأراضي"، و"تطبيقات علم الجيوتكس"، و"أمن المعلومات"، و"الشبكة وتقنيات المساحة الحديثة"، وغيرها من المواضيع التي قدمها خبراء ومتخصصون.