رام الله-كرم مجلس أمناء جائزة فلسطين الدولية للإبداع والتميز، مساء الاثنين، عضو البرلمان الايرلندي فرانسيس بلاك، والصحفية الاسبانية لولا بانون.
واعلن عن اسماء الاشخاص والمؤسسات الفائزين بالجائزة، اليوم الاثنين، في احتفالية شارك فيها رئيس الوزراء رامي الحمد الله، ممثلا عن الرئيس محمود عباس، ومؤسس الجائزة رجل الاعمال صبيح المصري، وامين عام الجائزة عمار العكر، ورئيس المجلس الاعلى للإبداع والتميز عدنان سمارة، وعدد من الوزراء واعضاء اللجنة المركزية لحركة فتح، وعشرات الشخصيات الاعتبارية ورجال الاعمال.
وكرمت بلاك، لطرحها مشروع قانون اقره برلمان بلادها بمقاطعة المستوطنات الاسرائيلية، وتجريم كل من يتعامل بمنتجاتها، فيما كرمت بانون "لدورها في الدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني".
وتشمل فئات الجائزة المشروع الريادي، وذوي الاحتياجات الخاصة، والمؤسسة المتميزة، وقد منحت جائزة الفئة الاولى لشركة "نقب للمعدات الزراعية"، ومشروع قفاز لترجمة لغة الاشارة الى نصوص وبالعكس للمهندسة ايمان ابو حميدة من غزة، فيما منحت الجائزة عن فئة ذوي الاحتياجات الخاصة للشاب لؤي شعبان من غزة، لدوره في تأسيس العديد من المشاريع الريادية داخل فلسطين وخارجها، ولطالبة الدكتوراه نيفين طينة، التي تعاني من ضعف شديد في البصر.
وعن فئة المؤسسة المتميزة، منحت الجائزة لأربع مؤسسات، هي: مستشفى المطلع في القدس، وسديل للأعلام، ودار الطفل العربي، وجمعية "ارض الانسان" الخيرية.
وفي كلمته خلال الحفل، اعتبر رئيس الوزراء رامي الحمد الله، التعليم والتميز والابداع "مرآة المستقبل وطريقنا الوحيد إليه، وردنا على جرائم الاحتلال وتحريضه"، مطالبا المجتمع الدولي "الخروج عن صمته إزاء هذه الجرائم، واتخاذ إجراءات جادة، وعلى أعلى المستويات، للجم العدوان الإسرائيلي السافر، وملاحقة ومحاسبة قتلة أبناء شعبنا وتوفير الحماية الدولية الفاعلة لشعبنا ومؤسساته خاصة الصحية والتعليمية".
وقال: "لقد انصب الجهد الحكومي خلال السنوات الماضية، على تطوير وتعظيم القدرات الذاتية وتقليل الاعتماد على المساعدات الدولية التي هي أساسا في تناقص مستمر، فعملنا على استنهاض القطاعات وتحفيز الاقتصاد وتطوير المؤسسات، خاصة التعليمية والصحية وفي مجال البنية التحتية، والوصول بمشاريعها وخدماتها إلى كل شبر من أرضنا، وفي جانب مهم من عملها، عمدت الحكومة، على دعم الابتكار والريادة وتشجيع الأعمال والمشاريع الناشئة، والتأسيس لبنية تحتية وتشريعية ممكنة لنمو الأعمال والاستثمارات وضخ الريادة والابتكار".
وأضاف: "لقد أسست كل هذه الجهود، للعمل الحكومي أن يكون مستداما وممأسسا لاحتضان الابداع بكافة مكوناته وجبهاته، فبلادنا ثرية وزاخرة بنماذج التميز والريادة والابتكار التي ينبغي منا جميعا الالتفات إليها وتطويعها وتعزيز اسهاماتها العلمية والعملية في بناء الوطن، وهنا فإنني أدعو إلى إنشاء "مدونة فلسطين للإبداع والتميز"، لتوثق المخرجات الإبداعية وكل الاختراعات والابتكارات وأعمال التميز في كافة المجالات والقطاعات، وبين كل الفئات، وفي كافة أرجاء الوطن، لتكون مرجعية تظهر إن الريادة والتميز وسيلتنا لتجاوز الصعاب والقيود، بل وثقافة متأصلة ومستدامة في مجتمعنا".
ونقل الى المشاركين تحيات ومباركة الرئيس محمود عباس "لحدث محفز اخر نتوج فيه مبدعي فلسطين ومؤسساتها الرائدة، ونكرم الشخصيات الدولية الداعمة لنضال شعبنا نحو الحرية والاستقلال والخلاص التام من الاحتلال الإسرائيلي".
واضاف: "يشرفني أن أنقل لكم اعتزاز الأخ الرئيس بالجهود التي تبذلونها كل من موقعه، لإبراز ودعم الإبداع الفلسطيني وتعميق ثقافة التميز ودفع الأداء المؤسسي والفردي إلى المزيد من التميز والجودة، وبحرص شخصي من السيد صبيح المصري، تحولت هذه الجائزة إلى فعالية راسخة نقتدي في إطارها، بالمبدعين وندعم أدوارهم في تنمية وطننا".
وأوضح رئيس الوزراء: "نلتقي في ظروف قاهرة يعيشها شعبنا الفلسطيني، وهو يواجه التحديات والمؤامرات، ويتصدى لبطش الاحتلال الإسرائيلي الذي يتوسع في استيطانه وفي مصادرة الأرض والموارد، ويواصل استهداف التجمعات البدوية وفي مقدمتها الخان الأحمر، ويمعن جنوده ومستوطنوه في جرائمهم وانتهاكاتهم، والتي كان أخرها جريمة قتل السيدة عائشة الرابي وتعمد استهداف سبعة مواطنين اخرين خلال تظاهرهم سلميا في قطاع غزة، واستشهاد أسير في سجون الاحتلال، هذا وقد أعلنت إسرائيل أمس، عن إغلاق مدرسة الساوية اللبن الثانوية المختلطة في نابلس، في اعتداء جديد على حق أطفالنا في التعليم واستكمالا لاستهدافها لقطاع التربية والتعليم الفلسطيني، بدءا بمدارس الأونروا وتهديد مدرسة الخان الأحمر وهدم وتهديد المدارس في التجمعات البدوية".
وتابع: "إننا نراهن على التلاحم الشعبي، وعلى تفاعل مؤسسات القطاع الخاص والمجتمع المدني للمزيد من الانخراط في المسؤولية المجتمعية والتصدي للاحتياجات المتنامية لشعبنا، فكأي مرحلة من مراحل كفاحه الطويلة، فإن شعبنا يعول على قدراته الذاتية، وعلى سواعد وعقول بناته وأبناءه، وعلى تميزهم وابتكاراتهم ومشاريعهم الريادية، لتجاوز التحديات والممارسات الاحتلالية، وفي هذا السياق، تعتبر "جائزة فلسطين للتميز والإبداع"، وغيرها من الجوائز والمبادرات الهادفة، منابر أساسية لبناء وتنمية الإبداع وتحفيز التميز والجودة لدى المؤسسات وكوادرها الإدارية، وتعميق مساهمتها في تعزيز الصمود الوطني، الذي يرتكز بمجمله، على خدمات نوعية امنة ومستدامة تقدم للمواطنين في كل مكان وتحت كل الظروف".
واعتبر رئيس الوزراء احتفالية جائزة فلسطين الدولية للإبداع والتميز "فرصة واعدة وسانحة لنا جميعا، في هذا المنبر الهام الذي يجمع مكونات العمل الوطني في المؤسسات الخاصة والأهلية والحكومية، لنؤكد على المسؤولية التي تقع على عاتقنا لإظهار ورعاية المزيد من المبدعين من إبناء شعبنا، من خلال دعم قطاعات جديدة، كالرياضات، خاصة الفردية، فمجتمعنا مجتمع فتي بامتياز يشكل فيه الأطفال دون سن الثامنة عشرة ما نسبته 45.8% من السكان، ولهذا وجب علينا الاهتمام أيضا بتبني واحتضان المميزين والموهوبين من أطفال وشباب فلسطين، والعمل على تعزيز التميز بينهم وتحفيزهم على التحدي، ويسرني أن أعلن هنا عن البدء بإجراءات تحديد يوم فلسطيني للإبداع والتميز نوحد فيه العمل وننسق الجهود لتوسيع دائرة الابداع والابتكار والتميز ودعمها وتوثيقها والنهوض بها".
وهنا الحمد الله، باسم الرئيس عباس، الفائزين بالجائزة، "الذين معهم نسطر صورا جديدة وملهمة للتميز الفلسطيني، ونؤكد لكم على أننا ماضون في ترسيخ منظومة عمل حكومية تقوم على الجودة والتميز، وتعتمد المشاريع الريادية والابتكارية، بكم جميعا، نظهر للعالم أن شعب فلسطين لن ينكسر أو يخضع للتهديدات، بل سيبقى متجذرا في أرضه مبدعا منتجا قادرا على تحدي الصعاب وصون هويته وإعمال حقه في التطور والنمو".
من جهته، اشاد سمارة برجل الاعمال صبيح المصري، "صاحب المبادرات الطيبة، وصاحب المشاريع الكبيرة والناجحة في فلسطين، وهو يضرب مثلا يحتذى به"، داعيا رجال الاعمال الى الاقتداء به بمثل هذه المبادرات التي تساهم في بناء الدولة الحديثة.
وقال: ندعو القطاع الخاص الى تحمل العبء مع الحكومة، خصوصا في مواجهة المؤامرات التي تحاك ضد قضيتنا.
بدوره، عبَر صبيح المصري رئيس جائزة فلسطين الدولية للتميز والابداع عن امتنانه لرعاية الرئيس محمود عباس للحفل، شاكراً رئيس الوزراء على حضوره الاحتفال.
وقال" أنه لمن دواعي سروري وفخري أن أكونَ هنا معكم، لنكمل رؤية الجائزة منذ انطلاقها عام 2007 وهي تكريم أبناء فلسطين ومبدعيها، الذين تميزوا بأفكارهم ومبادراتهم في شتى مجالات الحياة، وما يزيدنا فخراً أن نعلن اسماء الفائزين اليوم في هذا الحفل التكريمي الذي يجمع كافة المهتمين بتطوير الإبداع والتميز في فلسطين".
واضاف: "فلسطين زاخرة بالمواهب التي تستحق أن تحصل على فرص حقيقية لإظهار تميزها وإبداعها في جميع المجالات، ومن هنا انطلقت فكرة الجائزة منذ عدة سنوات، وهي تسليط الضوء على هذه المواهب لترسيخ مفهوم الإبداع والتميز في وطننا الحبيب".
وقال: يسعى مجلسَ أمناءِ الجائزةِ لتحقيق رؤيتها، وهي أن تكون الجائزة الفلسطينية العالمية الأولى التي تكرم الابداع الفلسطيني بمختلف المجالات، وتكريم الاشخاص والمؤسسات والدول الداعمة لصمود ابناء شعبنا الفلسطيني، والمؤثرة بمجتمعاتها، بهدف تعزيز وجودنا كدولة وإِظهار الوجه الحقيقي للفلسطينيِّ المحبِّ للحياةِ والسلامِ والحريةِ، في كلِّ المحافلِ الدوليةِ والشعبيةِ والرسميةِ".
وأشاد المصري بدور مجلس امناء الجائزة واللجان الفنية، "لما يبذلونه من جهد خلال عملية فرز الطلبات واختيار الفائزين لتكريمهم، من أجل تعميق وترسيخ مفاهيم ومبادئ الحوكمة والشفافية في مختلف مجالات الإبداع والتميّز والابتكارات، بما سيسهم في مأسسة الإبداع في فلسطين، وخلق زخم من النماذج المبدعة لتقتدي بها الأجيال القادمة، وتحفّز على استدامة المبادرة والريادة والإبداع داخل المجتمع المحلي.