رام الله-أخبار المال والأعمال-قال الدكتور محمد زيدان، أستاذ أمراض الصدر والحساسية بكلية الطب جامعة الإسكندرية، أن تسخين التبغ بدلًا من حرقه قد يكون الخيار البديل والأفضل لتقليل المخاطر المرتبطة بالتدخين التقليدي، وليس التخلص منها نهائيًا.
وأشار إلى أنه في عام 2018 نشرت هيئة الصحة العامة الإنجليزية تقريرًا يوضّح أن التبغ المسخّن يبدو أقل ضررًا من السجائر التقليدية، كما تمّ نشر العديد من الأبحاث في كثير من دول العالم تدعم نفس الرأي.
وكشف عن وجود العديد من الأبحاث التي تناولت التأثير الخطير للتدخين على الجسم وأجهزته، حيث ظهرت هذه الأبحاث في الخمسينيات والستينيات من القرن الماضي وربطت بين التدخين وسرطان الرئة والالتهاب الشعبي المزمن.
وأوضح أن العديد من الأبحاث توالت على مدار العقود المتتالية حيث تناولت موضوع التأثير الخطير للتدخين على معظم أعضاء وأجهزة الجسم؛ هذا التأثير لا يقف عند حدود المدخن، بل يمتد للمحيطين به وهو ما نسميه بالتدخين السلبي.
وأضاف: كل هذا جعل منظمة الصحة العالمية ومعظم دول العالم تتحرك للحد من انتشار هذه الظاهرة والسيطرة عليها بالقدر المستطاع، حيث تحتوي السيجارة على حوالي 600 مكوّن، وعندما تحترق هذه المكونات ينتج عنها أكثر من سبعة آلاف مركب كيميائي ضار تفتك بصحة المدخن. ولكن الخبر السار لكل مدخن أن الإقلاع عن التدخين يساعد ليس فقط في توقف هذه الأضرار، بل في التخلص من الكثير منها.
وقال أستاذ الصدر بطب الإسكندرية أن الرئة تتأثر تأثرًا بالغًا بالتدخين والذي ينتج عنه سرطان الرئة وحساسية الصدر والالتهاب الشعبي المزمن والسدة الرئوية، التي ستصبح بحلول عام 2030 السبب الثالث للوفاة على مستوى العالم.
ولفت إلي أنه على الرغم من إدراك المدخنين لخطورة التدخين، وما يحمله من آثار مدمرة على صحتهم إلا أن العديد منهم لا زالوا مستمرين، وغالبية كبيرة منهم تفشل في محاولة الإقلاع ودائمًا أردد على مسامعهم أن المحاولة الناجحة يسبقها محاولات فاشلة، فعليهم ألا ييأسوا وأن يتحلوا بالعزيمة مع استخدام العوامل المساعدة كبعض العقاقير أو العلاج ببدائل النيكوتين للتغلب على الأعراض الانسحابية وزيادة فرص النجاح في التخلص النهائي من هذه العادة السيئة.
وتساءل الدكتور محمد زيدان، ماذا لو لم يستطع المدخن التوقف؟ وماذا عمن لا يريد أن يتوقف؟ هل هناك بديل أقل خطورة؟
هنا قد يأتي دور التبغ المسخّن، وهي طريقة تعتمد على تسخين التبغ بدلًا من حرقه، وبالتالي تقلّل من كم وعدد المركبات الكيميائية المنبعثة من عملية الاحتراق وتقلّل من مخاطر التدخين.