معدل المناعة الجماعية لفيروس كورونا في فلسطين 40%. ماذا يعني ذلك؟

تاريخ النشر
معدل المناعة الجماعية لفيروس كورونا في فلسطين 40%. ماذا يعني ذلك؟
مواطن يسير أمام جدارية توعوية في مخيم النصيرات وسط قطاع غزة-تصوير وكالات

رام الله-أخبار المال والأعمال-أظهرت نتائج "الدراسة الوطنية الخاصة بقياس المناعة المجتمعية بخصوص فيروس كوفيد 19 في المجتمع الفلسطيني"، أن معدل المناعة للفيروس في المجتمع الفلسطيني بلغ 40% (39% في الضفة الغربية و41% في قطاع غزة).

وأعدت الدراسة وزارة الصحة الفلسطينية بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية والمعهد الوطني للصحة العامة، فيما نفذت في الضفة الغربية وقطاع غزة على عينة ممثلة من المجتمع الفلسطيني بلغت 6136 شخصا (ذكورا وإناثا) تم اختيارهم من قبل الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني.

واعتمدت الدراسة على قياس الأجسام المضادة لفيروس "كورونا" من خلال سحب عينات دم من الأفراد في العينة الأسرية.

وقد عرض مدير عام المهن الطبية المساندة أسامة النجار، ومديرة المعهد الوطني الفلسطيني للصحة العامة رند سلمان، نتائج الدراسة.

يذكر أن الدراسة قدمت إجابات واضحة عن عدد هام من الأسئلة المتعلقة بـ"كوفيد19" في فلسطين، أهمها: قياس مستوى المناعة لدى أبناء شعبنا، بغض النظر عن الأعراض السريرية، وتحديد معدلات العدوى، ونسبة المصابين ولكن دون أعراض.

ما هي المناعة الجماعية أو ما يسمى بمناعة القطيع؟

فيما يتعلق بكوفيد 19، هناك مساران لتحقيق المناعة الجماعية، وهما اللقاحات والعدوى الطبيعية.

اللقاحات

التطعيم ضد الفيروس المسبب لكوفيد 19 هو النهج المثالي لتحقيق المناعة الجماعية. تخلق اللقاحات مناعة دون التسبب في المرض أو المضاعفات. إذا تحققت المناعة الجماعية، فإنها ستوفر إمكانية حماية المجتمع بشكل عام من المرض، بما في ذلك الأشخاص الذين لا يمكن تطعيمهم، مثل الأطفال حديثي الولادة أو من لديهم جهاز مناعة ضعيف. باستخدام مفهوم المناعة الجماعية، نجحت اللقاحات في السيطرة على العديد من الأمراض المُعدية الفتاكة، مثل الجدري وشلل الأطفال والخناق والحصبة الألمانية، وكثير من الأمراض الأخرى. رغم ذلك، فإن محاولة تحقيق المناعة الجماعية من خلال اللقاحات أمرٌ ينطوي على بعض التحديات أحيانًا. يمكن أن تتضاءل الحماية التي توفرها بعض اللقاحات بمرور الوقت، مما يتطلب إعادة التطعيم. وأحيانًا لا يحصل الأشخاص على جميع الجرعات التي يحتاجونها لتتكون لديهم حماية كاملة ضد المرض.

بالإضافة إلى ذلك، قد يمتنع بعض الناس عن تلقي اللقاحات بسبب تحفظات دينية أو بسبب خوفهم من المخاطر المحتملة أو بسبب شكهم بفوائد اللقاحات. غالبًا ما يعيش الأشخاص المعترضون على اللقاحات في نفس الأحياء السكنية أو يَحْضرون نفس الشعائر الدينية أو يرتادون نفس الجامعات أو المدارس. إذا كانت نسبة من تم تطعيمهم في مجتمع ما أقل من الحد الأدنى لتحقيق المناعة الجماعية، فقد يؤدي التعرض لمرض مُعْدٍ إلى انتشاره بسرعة. عادت الحصبة إلى الظهور في الآونة الأخيرة في عدة مناطق حول العالم كانت لدى سكانها معدلات تطعيم منخفضة نسبياً، ومنها مناطق في داخل الولايات المتحدة. يمكن أن تشكل ظاهرة مناهضة اللقاحات تحديًا حقيقيًا أمام تحقيق المناعة الجماعية.

العدوى الطبيعية

يمكن أيضًا الوصول إلى المناعة الجماعية عندما يتعافى عدد كافٍ من السكان من المرض ويكوّنون أجسامًا مضادة تقيهم من العدوى في المستقبل. على سبيل المثال، تكونت لاحقًا لدى المصابين الناجين من جائحة الإنفلونزا في سنة 1918 مناعة ضد فيروس H1N1، وهو نوع فرعي من فيروس الإنفلونزا A. وخلال موسم الإنفلونزا في 2009-2010، ظهرت عدوى فيروس H1N1 بين البشر، وكانت تسمى عادة "إنفلونزا الخنازير". لكن الاعتماد على انتشار العدوى في المجتمع كوسيلة لتحقيق المناعة الجماعية ضد كوفيد 19 أمر ينطوي على العديد من المشاكل الكبيرة. أولاً، ليس من الواضح حتى الآن ما إذا كانت الإصابة بفيروس كوفيد 19 كفيلة بتكوين مناعةً ضد الإصابة بالعدوى مستقبَلًا.

تشير الأبحاث إلى أنه من الوارد الإصابة مجددًا بالعدوى بنفس الفيروس بعد عدة أشهر أو سنوات بعدَ الإصابة بفيروسات كورونا والتعافي منها، مع أن الأعراض تكون خفيفة عادة وتحدث لنسبة قليلة من الناس. هناك حاجة إلى مزيد من الأبحاث لتحديد التأثير الوقائي للأجسام المضادة للفيروس لدى الأشخاص الذين أصيبوا بالعدوى.

حتى إذا كانت الإصابة بفيروس كوفيد 19 كفيلة بتكوين مناعة طويلة الأمد، فلن نصل إلى الحد الأدنى لتحقيق المناعة الجماعية إلا بعد أن يُصاب عدد كبير من الناس بالعدوى. لوقف الجائحة في الولايات المتحدة، يُقَدِّرُ الخبراء أنه يجب أن يتعافى 70٪ من سكانها من كوفيد 19، أي أكثر من 200 مليون شخص. إذا أصيب كثير من الناس بكوفيد 19، فقد يعجز النظام الصحي بسرعة عن مجاراة أعداد المرضى. وقد تؤدي أعداد الإصابات هذه إلى مضاعفات خطيرة ووفاة ملايين الأشخاص، خاصة بين كبار السن والأشخاص المصابين بحالات مزمنة.

كيف يمكنك إبطاء انتشار كوفيد 19؟

من المهم إبطاء انتشار كوفيد 19 وحماية الأفراد المعرضين لخطر الإصابة بأعراض شديدة، بما في ذلك كبار السن، وينبغي كذلك حماية المصابين بحالات صحية كامنة مهما كانت فئتهم العمرية. احصل على لقاح كوفيد 19 عندما يصبح ذلك ممكنًا. بالإضافة لذلك، اتبع الخطوات التالية لتقليل خطر العدوى:

  • تجنب حضور الفعاليات والتجمعات الكبيرة.
  • تجنّب المخالطة اللصيقة (ضمن مسافة 6 أقدام أو 2 متر) مع أي شخص مريض أو لديه أعراض.
  • الزم المنزل قدر الإمكان، وابتعد عن الآخرين (ضمن 6 أقدام أو 2 متر) إذا كان كوفيد 19 منتشرًا في مجتمعك، خاصة إذا كنت معرضًا بشكل أكبر لخطر الإصابة بدرجة حادة من المرض. يجب الانتباه إلى أن بعض الأشخاص قد يكونون مصابين بفيروس كوفيد 19 ويمكن أن ينقلوه للآخرين حتى إذا لم تكن لديهم أعراض أو لم يعرفوا أنهم مصابون به أصلًا.
  • اغسل يديك كثيرًا بالماء والصابون لمدة 20 ثانية على الأقل، أو استخدم مطهرًا يدويًا يحتوي على الكحول بنسبة 60٪ على الأقل.
  • ارتدِ غطاء وجه قماشي في الأماكن العامة، مثل محلات البقالة، حيث يصعب تجنب المخالطة اللصيقة بالآخرين، خاصة إذا كنت في منطقة تشهد انتشارًا محليًا للمرض. ولا تَستخدِم سوى الكمامات القماشية غير الطبية — أما بالنسبة للكمامات الجراحية وكمامات N-95، فيجب أن يَقتصر استخدامُها على مزودي الرعاية الصحية.
  • غَطِّ فمك وأنفك بمرفقك أو بمنديل عند السعال أو العطس. تخلص من المنديل بعد استخدامه.
  • تجنَّب لمس العينين والأنف والفم.
  • تجنب مشاركة الأطباق وأكواب الشرب وأغطية الفراش والأدوات المنزلية الأخرى إذا كنت مريضاً.
  • نظّف وعقّم يوميًا الأسطحَ التي تُلمَس بكثرة، مثل مقابض الأبواب ومفاتيح الإضاءة والإلكترونيات والطاولات.
  • إذا كنت مريضًا فالزم منزلك ولا تذهب للعمل أو المدرسة أو الجامعة، وكذلك الأمر بالنسبة للأماكن العامة، إلا إذا كان ذلك بهدف الحصول على رعاية طبية. إذا كنت مريضا، تجنب وسائل النقل العام وسيارات الأجرة، بما فيها تلك التي تُطلَب عبر التطبيقات الذكية.