رام الله: إطلاق أول سندات أثر إنمائي في فلسطين

تاريخ النشر
رام الله: إطلاق أول سندات أثر إنمائي في فلسطين
جانب من حفل الإطلاق

رام الله-أخبار المال والأعمال-أطلق مشروع "التمويل بهدف خلق فرص عمل"، يوم الثلاثاء، أول سندات أثر إنمائي مختصة بتطوير المهارات والتوظيف للشباب الفلسطيني بتصميم من "Social Finance UK"، وتنفيذ شركة البدائل التطويرية (DAI) لصالح وزارة المالية، وبتمويل من البنك الدولي، وبالشراكة مع كل من صندوق الاستثمار الفلسطيني والبنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية وبنك التنمية الهولندي، و"Invest Palestine" من خلال صندوق الاستثمار التشيلي-الفلسطيني (بذور الزيتون).

جرى حفل الإطلاق تحت رعاية الرئيس محمود عباس، بحضور كل من رئيس مجلس إدارة صندوق الاستثمار محمد مصطفى، والمدير والممثل المقيم للبنك الدولي كانثان شانكار، والمحاسب العام لوزارة المالية أحمد الصباح، ومديرة منطقة شرق البحر الأبيض المتوسط في البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية هايكه هارمجارت، ومدير وحدة الشركات للتأثير في بنك التنمية الهولندي ادزرت بويرسما، وبحضور ممثلون من القطاع الخاص والعام والأهلي وخبراء اقتصاديون وأكاديميون وممثلو مؤسسات دولية.

تهدف سندات الأثر الإنمائي الخاصة بتنمية المهارات لجسر الهوة بين مؤهلات الباحثين عن العمل ومتطلبات السوق، وستستهدف سندات الأثر الإنمائي مجموعة تقديرية تضم نحو 1500 مستفيداً تتراوح أعمارهم بين 18 و29 عامًا (بما في ذلك ما لا يقل عن 30 في المئة من النساء). حيث بادر مجموعة من المستثمرين (صندوق الاستثمار الفلسطيني، والبنك الأوروبي لإعادة الاعمار والتنمية وبنك التنمية الهولندي وInvest Palestine) إلى توفير رأس مال خاص بقيمة 1,800,000 دولار أميركي، مقابل تخصيص مبلغ 5,000,000 دولار أميركي من صندوق الضفة الغربية وقطاع غزة الائتماني التابع للبنك الدولي من أجل تمويل النتائج المتوقعة من خلال هذا السند.

وأشار مدير مشروع "التمويل بهدف خلق فرص عمل" مازن أسعد إلى أنه مشروع متميز من خلال تصميمه منهجيات وأدوات مالية مبتكرة تضم، "الصندوق الاستثماري للتمويل المشترك"، و"المنح المناظرة"، و"سندات الأثر الإنمائي"، والتي من المتوقع أن تساهم في معالجة جسر الهوة بين المخرجات الأكاديمية والمهارات المطلوبة لسوق العمل، والمساهمة في توظيف قطاع الشباب عن طريق حشد وتجنيد استثمارات مجدية ذات عوائد اقتصادية واجتماعية.

وقال أسعد إن توفير فرص عمل ووظائف جديدة تعتبر من القضايا الأكثر إلحاحاً في فلسطين، ولن يتم ذلك إلا بالشراكة بين القطاعين العام والخاص، وتوفير بيئة ملائمة ومناسبة للنشاط الاقتصادي.

بدوره، نوه الصباح إلى أن الحكومة تعمل وبالشراكة مع القطاع الخاص، وبدعم من البنك الدولي على تطوير طرق ووسائل مالية جديدة تعمل على توجيه السياسات نحو تحفيز الاستثمار الاجتماعي ذو الأثر، وتوفير الوظائف عبر القطاعات المختلفة، والتي من شأنها إحداث نقلة نوعية في عملية التنمية المستدامة، وتعزيزاً لذلك تم العمل على انشاء مجلس استشاري يضم ممثلين عن القطاع العام والخاص والأهلي دعماً للمشروع ومكوناته.

وأكد الصباح أهمية سندات الأثر الإنمائي كأحد الأدوات لخلق شراكة حقيقية مع القطاع الخاص، حيث يستند جوهرها لمبدأ التمويل المبني على النتائج، من خلال حشد استثمارات القطاع الخاص لتمويل برامج تدريب وتوظيف يتم تنفيذها من خلال مزودي خدمات محليين لتطوير المهارات والقدرات للشباب في قطاعات اقتصادية مختلفة.

من جهته، أكد شانكار أن هذه الأداة المبتكرة، والتي يطبقها البنك للمرة الأولى في فلسطين، تعزز الاستثمار في الشباب وتوفر الأمل للمستقبل.

وقال "تعزز هذه الآلية التعاون بين الحكومة والمستثمرين نحو تحقيق هدف تنموي مشترك لدعم الشباب وخلق فرص عمل لهم، من خلال استثمار القطاع الخاص في برامج تدريب وتوظيف الخريجين، على أن يتم تمويلهم لاحقاً في حال تحقيق النتائج المتفق عليها مسبقاً".

وتابع أن "الدعم المالي الذي يقدمه البنك الدولي لهذه الشراكة بين القطاعين العام والخاص مدفوع بالالتزام بالنجاح والاستثمار في الصالح الاجتماعي، للتصدي لتفاقم نسبة البطالة وقلة الوظائف للعديد من الخريجين الفلسطينيين".

من ناحيته، أشار الرئيس التنفيذي لمؤسسة Social Finance UK ديفيد هتشيسون إلى أن "هذه الأداة المالية المبتكرة ستحدث فرقًا كبيرًا، لأنها تسعى لتمكين الشباب وتطوير مهاراتهم من خلال جسر الفجوة بين إمكانيات ومهارات الشباب، وإيجاد فرص عمل لهم في قطاعات اقتصادية فلسطينية مختلفة".

وأضاف "نحن نتطلع إلى نتائج هذه الأداة لأننا نتعلم منها، بحيث يمكننا نقلها ومشاركتها إلى مناطق أخرى من العالم، لأن الحاجة ماسة لتحسين ظروف العمل والتدريب والتوظيف لدى قطاع الشباب".

من جانبه، نوه مصطفى إلى أن أهمية هذا المشروع تكمن في كونه نموذج عالمي يتم تطبيقه في فلسطين للمرة الأولى كحلقة وصل بين التعليم الأكاديمي ومتطلبات سوق العمل التي يتم تحديدها من قبل المشغلين.

وأضاف أننا "فخورون بشكل خاصّ بهذا الإنجاز الذي نقود فيه مع الشركاء استثماراً يهدف بشكل مباشر إلى خلق فرص عمل للشباب الخريجين، حيث إن هذا الاستثمار يأتي في صلب استراتيجية الصندوق الاستثمارية الهادفة إلى تحقيق التأثير جنباً إلى جنب مع العائد المالي".

بدورها، قالت هارمجارت "نحن فخورون للغاية بأن نطلق مع شركائنا أول سند تأثير في تطوير فرص العمل في رام الله، وهو أداة تمويل مبتكرة من شأنها أن تساعد في معالجة بطالة الشباب. نهدف من خلال هذا السند إلى توفير فرص عمل مستدامة للشعب الفلسطيني، وبالتالي المساهمة في تنمية اقتصادهم".
وفي هذا الإطار، عبر بويرسما، عن فخره بهذه الشراكة كونه جزء من المستثمرين في تمويل وتنفيذ سندات الأثر الإنمائي، مشيراً: "نحن فخورون بأن نكون جزءًا من أول سندات أثر إنمائي في فلسطين لأننا نحتاج إلى حلول تمويل مبتكرة ومستدامة للمساعدة في حل واحدة من أكبر التحديات العالمية. ستكون هذه الرحلة مشوقة وتجربة جديدة نحو خلق فرص عمل للشباب الفلسطيني وكذلك بناء شراكات جديدة على طول الطريق".
من جهته، قال نيقولا اسطفان، مدير وشريك في Invest Palestine "يسعدنا أن نكون قادرين على المشاركة في هذه الفرصة الاستثمارية، حيث إنها توفر تطابقًا تامًا مع أهداف التأثير الاجتماعي التي حددها صندوق الاستثمار التشيلي-الفلسطيني للمغتربين "Semilla de Olivo" ومهمتنا خلق فرص عمل جديدة للشباب في فلسطين.".

وأضاف: "نؤمن بأن هذه الأداة المالية المبتكرة في فلسطين ستكون بمثابة نقطة تحول في الطريقة التي ننظر بها إلى التمويل والاستثمار في استدامة الاقتصاد الفلسطيني، وبالتالي نحن ملتزمون تمامًا بنجاح هذه الأداة المالية المبتكرة".