تدشين أولى محطات برنامج ’التربية’ وصندوق الاستثمار لتوليد الكهرباء من الشمس

تاريخ النشر
تدشين أولى محطات برنامج ’التربية’ وصندوق الاستثمار لتوليد الكهرباء من الشمس
جانب من حفل التدشين-تصوير بهاء نصر-وفا

رام الله-وفا-دشن رئيس مجلس ادارة صندوق الاستثمار الفلسطيني محمد مصطفى، ووزير التربية والتعليم العالي مروان عورتاني، ورئيس سلطة الطاقة ظافر ملحم، اليوم الثلاثاء، بحضور محافظة رام الله والبيرة ليلى غنام، محطة لإنتاج الكهرباء من الشمس على سطح مدرسة في بلدة دير دبوان شرق رام الله، تشكل باكورة برنامج مشترك بين الصندوق والوزارة لتغطية أسطح مئات المدارس بألواح شمسية لإنتاج الكهرباء.

وعلى هامش الاحتفال بتدشين المحطة، وقعت اتفاقية شراء للكهرباء المنتجة منها، بين وزارة التربية والتعليم كمالك للمشروع، وشركة "مصادر" الذراع الاستثمارية لصندوق الاستثمار في قطاع الطاقة، كمطور للمحطة، وشركة كهرباء محافظة القدس كمشتر لفائض انتاجها.

وقال مصطفى إن المحطة هي أولى محطات برنامج مشترك مع وزارة التربية والتعليم لتغطية أسطح 500 مدرسة موزعة في كافة المحافظات، لإنتاج الكهرباء، بكلفة 35 مليون دولار، وبطاقة إنتاجية 38 ميغاواط، ضمن برنامج "نور فلسطين" الأوسع، والذي يستهدف الوصول الى طاقة انتاجية للكهرباء من الشمس تصل الى 200 ميغاواط خلال 8 سنوات، تعادل 17% من إجمالي احتياجات فلسطين من الكهرباء، وباستثمارات تصل الى 200 مليون دولار.

ويشمل البرنامج إنشاء محطات توليد للكهرباء من الشمس في كل من أريحا وطوباس وجنين، بقدرة انتاجية 5–7 ميغاواط للمحطة الواحدة.

وستغطي الكهرباء المنتجة من أسطح المدارس احتياجات المدارس نفسها من الكهرباء، وبيع الفائض إلى شركة التوزيع صاحبة الامتياز في منطقة المدرسة، كشركة كهرباء محافظة القدس في وسط الضفة الغربية، وشركتي: كهرباء الشمال وطوباس في شمالها، وكهرباء الخليل جنوب الضفة، وستوسع لاحقا لتشمل باقي شركات الكهرباء والبلديات التي ما زالت تتولى مهمة توزيع الكهرباء في مناطق ولايتها، بموجب اتفاقيات شراء وأخرى لاحتساب صافي القياس.

وقال مصطفى: إن الصندوق أسس شركات لتطوير هذه المشاريع، حيث تم تأسيس شركة "إنجاز القدس للطاقة الشمسية" بالشراكة مع شركة كهرباء محافظة القدس والتي ستقوم بتطوير أنظمة الطاقة الشمسية على أسطح المدارس الواقعة في منطقة امتياز شركة كهرباء محافظة القدس، والتي تشكل ما نسبته 45% من المدارس التي يشملها المشروع، كما تم تأسيس شركة "نور الخليل" بالشراكة مع شركة كهرباء الخليل والتي ستقوم بتطوير انظمة الطاقة الشمسية على أسطح المدارس الواقعة في منطقة امتياز شركة كهرباء الخليل، وسيتم تأسيس شركة أخرى في منطقة امتياز شركة كهرباء الشمال.

ويتوقع أن يساهم المشروع في تقليل فاتورة الكهرباء السنوية للمدارس المشاركة بمعدل 1.2 مليون دولار سنويا، إضافة الى رفع جودة البيئة التعليمية في فلسطين من خلال استخدام الطاقة النظيفة على أسطح المدارس العامة للمساهمة في خفض فاتورتها للكهرباء.

ووقع الصندوق اتفاقية قرض مع بنك الاستثمار الاوروبي لتوفير الـ50% المتبقية من تمويل المشروع، فيما كشف مصطفى عن محادثات تجري حالية مع مؤسسة التمويل الدولية، الذراع الاستثمارية للبنك الدولي، للحصول على قرض من المؤسسة الدولية لتغطية التمويل المتبقي للمشروع.

وإضافة الى مشاريعه لإنتاج الطاقة من الشمس، فان صندوق الاستثمار يقود عملية إنشاء محطة تقليدية لإنتاج الكهرباء في جنين، بطاقة انتاجية 460 ميغاواط، تغطي نصف احتياجات الضفة الغربية، إضافة لاستثماره في محطة التوليد في قطاع غزة، والتي تبلغ قدرتها الانتاجية 140 ميغاواط.

من جهته، قال ملحم: إن مشاريع إنتاج الكهرباء من الطاقة الشمسية تأتي في إطار سياسة عامة للحكومة الفلسطينية بتنويع مصادر الطاقة لتقليل الاعتماد على اسرائيل، التي تورد حوالي 95% من الاحتياجات الفلسطينية من الكهرباء حاليا.

وأضاف: كل كيلو واط ننتجه نستغني به عن كيلو واط من إسرائيل. هذا يعكس رؤيتنا لتنويع المصادر.

وتابع: قبل يومين، اتفقنا مع الأردن على رفع الطاقة المستوردة من شركة الكهرباء الاردنية من 26 ميغاواط حاليا الى 160 ميغاواط، ونحن الآن في طور تصميم مشروع بناء أول خط للضغط العالي بقدرة 132 كيلو فولت، بين العوجا في الاغوار ورام الله، والذي من شأنه فتح المجال أمام المزيد من مشاريع إنتاج الكهرباء من الشمس.

وقال: هدفنا أن لا نعتمد على أي من المصادر بنسبة تزيد عن 50% من احتياجاتنا. بتشغيل محطة جنين لتوليد الطاقة، نكون قد وصلنا الى تغطية 60% من احتياجاتنا، سواء من مصادر محلية، أو من الربط الاقليمي عبر الاردن ومصر.

واعتبر عورتاني مشروع تغطية أسطح المدارس بألواح شمسية لإنتاج الكهرباء "مثال ملهم للشراكة بين الحكومة والقطاع الخاص".

واضاف: لا نستطيع العمل منفردين. لا بد من التكاتف لمواجهة التحديات الجسام التي تقف امامنا.

وقال عورتاني: إن نحو 400 مدرسة حتى الآن، باتت مجهزة بأنظمة للطاقة النظيفة، فيما يغطي المشروع مع صندوق الاستثمار 500 مدرسة اخرى "ونحن نعول كثيرا على هذا المشروع".

واوضح ان هذه المشاريع "تأتي في سياق واسع يمس قلب العملية التعليمية، حيث طورت الوزارة مدونة واضحة لمعايير المدارس التي نتطلع اليها، وتشمل هذه المعايير كل النواحي باعتبار المدارس بيئة متكاملة، حيث تشكل الطاقة بعدا أساسيا في مفهوم الاستدامة والمدارس الخضراء. نتطلع ان يشمل البرنامج كل المدارس والجامعات في فلسطين".

بدوره، قال رئيس مجلس إدارة شركة كهرباء محافظة القدس هشام العمري: إن 200 مدرسة من أصل المدارس الـ500 التي يغطيها البرنامج، تقع في منطقة امتياز الشركة، وهي ستوفر على ميزانية الحكومة ملايين الشواقل، اضافة الى توفير دخل للمدارس، واصفا المشروع بـ"الرائد في منطقة الشرق الاوسط، بشراكة بين عدة اطراف".

واضاف: خلال شهر، سندشن محطات على اسطح عشرة مدارس في منطقة امتياز الشركة".

وكانت غنام استهلت حفل التدشين بتأكيدها اهتمام الرئيس محمود عباس بمشاريع الطاقة النظيفة، واشادة بدور صندوق الاستثمار، ومجموعة شركاته، في تطوير الاقتصاد الفلسطيني "في مواجهة الابتزاز الاسرائيلي".

وقالت: الصندوق نموذج لجذب استثمارات فعلية على الارض، في وقت يكتفي الاخرون بالتنظير، في اشارة للخطة الاقتصادية التي طرحتها الولايات المتحدة الاميركية مؤخرا، تمهيدا لما يسمى "صفقة القرن".